
الدعم الشعبي الخليجي
للثورة السورية وأثره على مسارها
كما حرصت أمريكا على احتواء الثورة من خلال الدول الخليجية
الوظيفية لتظل الثورة تحت السيطرة حاولت أيضا التحكم بالدعم الشعبي لها
تداعت الشعوب الخليجية والعربية لدعم الشعب السوري وتشكلت لجان
الإغاثة في كل مكان فأمرت أمريكا الأنظمة الخليجية بمراقبة الدعم
أدركت أمريكا خطورة الدعم الشعبي الخليجي للشعب السوري الذي تعرض
لأبشع المذابح حيث سيحرر الدعم الثورة من أي تبعية للأنظمة الوظيفية
أدرك الداعمون تحت ضغط الواقع ضرورة التنسيق مع الأنظمة الخليجية
حتى لا يتم اتهامهم بدعم الإرهاب ولتسهيل وصول الإغاثة بشكل رسمي
بدأت الأنظمة الخليجية تنظم الدعم الشعبي من خلال الجماعات وشيوخ
الدين الموثوقين لتخفيف ضغط شعوبها عليها ولمراقبة المال وتوجيهه
بعد تطور أداء الثورة عسكريا وتغير موقف أمريكا منها وتدخل روسيا
وإيران وإدراكهم خطورتها على مشروع سايكس بيكو بدأ التحكم بالدعم
بدأت الأنظمة الخليجية بضغط أمريكي بالإيعاز لمجموعات الدعم وشيوخ
الدين باحتواء اللجان غير المنطوية تحتها ليصبح الجميع تحت السيطرة
ظلت هيئة الزكاة الشعبية برئاسة الشيخ ارشيد الهاجري وإشراف الشيخ
حجاج العجمي من أكثر الهيئات استقلالا وحيادا في دعمها للجميع
قامت الأنظمة الخليجية بالضغط على الشيخين ارشيد الهاجري وحجاج
العجمي من خلال كثير من الجهات وشيوخ الدين بدعوى توحيد الداعمين
صار الدعم الرئيس للجان يذهب حسب التوجه الفكري للفصائل وحسب
علاقتها الإيجابية مع الأنظمة الخليجية ودعمت الهيئة الشعبية كل مستحق
أصبح الدعم الخليجي للفصائل ذا طابع حزبي مفضوح وصارت اللجان لجانا
حزبية بعد أن كانت لجانا شعبية تدعم الجميع وبدأ صراع الجماعات
تضررت الفصائل السورية المستقلة التي حررت مناطقها وهي الأكثر من
حصر الدعم بالفصائل الحزبية مما اضطرها للانضمام إليها وفقدت قوتها
بسبب اختراق العدو والدعم الحزبي تراجعت الثورة السورية من ثورة
شعب بكل مكوناته إلى ثورة طائفة ثم تراجعت أيضا إلى صراع بين الفصائل
ستطول الحرب ما لم تعد للثورة السورية روحها كثورة شعب وما لم يقف
الداعمون معها بلا تمييز حزبي وما لم تتحد الفصائل والجيش الحر
انتهت التغريدات عن الدعم المالي ونستكمل الحديث لاحقا عن المشهد
السوري وآفاق المستقبل بإذن الله