المعتقل : نهار أشد من لفح الهجير وليل أطول من ليل الشتاء وهمٌّ يثقل القلب الجريح ، ومن يتصبّر يصبِّره الله .
لا يعرف طعم الحرية وملك القرار إلا من ذاق مرارة الحبس وسلب الإرادة .
سأل نفسه بماذا يجيبهم لو بقيت تلك الآثار وسمًا على جسده الغض .؟؟ م
ما أقسى الظلام المتنقل لا يعلم هل سيذهب لأهله أم إلى الجحيم مرة أخرى . م
صباحه ليس مختلفًا ، ولكن مفاجآت ذلك الصباح كثيرة . م
يملك الكثير ولكنه هناك يفرح بأبسط الأشياء. م
هناك قد لا تجد ما تهديه إلى رفيق عمرك ، أكبر الهدايا له مواقفك الصادقة .. م
أحيانا يأكل بكلتا يديه لأنه لايقدر على التفريق بينهما . م
لم يمزق السكون سوى صوت القدم الثقيل . م
لاتظن أنك قوي الشخصية ، لكن هو كان مسلوب الإرادة .
تلك الصورة لاأستطيع رسمها ، هي أكبر من كل الحروف .
يحب أن تكون له اليد الطولى في كل شر ، ألا تريد أن تستريح من تلك الأثقال ..؟؟
قال: عليك أن تحبهم ، ياصديقي هل تركوا للود حبلًا لم يقطعوه ..؟؟
ليس من الشجاعة أن تستخدم القوة مع من لايستطيع أن يفرِّق بين يديه .
تسخر من قدمه الجريحة ..!! قدمك أنعم من يد العذراء .
حرمته من كل شيء حتى ذلك القلم لم تمنحه إياه ليكتب خواطره وهمومه ، هل تريد قتله بطريقة أخرى ..؟؟
لايمكن أن تزرع الكراهية والرعب لكي تجني منها الولاء والحب .
يتقاسمون العناء كما يتقاسمون الرغيف ، ولكن بينهم بونٌ كبير في إظهار ذلك وإخفاؤه (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) .
أخي المعتقل : السجن ليس عيبا فمن قبلك نبي الله يوسف والإمام أحمد وشيخ الإسلام وغيرهم كثير ، فلا تحزن .
عندما تُطفِئ الأنوار يتذكر السجين تلك العصابة التي كانت توضع على عينيه .
يستلذ حينما يسمع أنينك وسط الليل ، أي قلب يحمله ذلك الرجل ..؟؟
لا تحتقر النعمة ، فربما تحتاج يوما ما إلى أن تحضر كوب الشاي من صنبور الماء الساخن في الحمام .. أعني هناك في المكان البعيد .
حينما تحدث عن رحلاته الماضية ، أطرق وانسابت من عينه دمعة كانت كفيلة بالتعبير .
تجري في المضمار بكل سعادة ولكنه هناك لايستطيع أن يمد قدمه . هل تعرف من يكون ؟؟
في المكان البعيد .. لاتظهر الألم فكل من هم حولك كذلك .
تتألم وهو يزيد ، تصرخ وهو يضحك ، حينها تعجز الكلمات عن وصف الشعور .
لايعلم بمرور الصيف ولا بحلول الشتاء ولايشاهد المطر إلا في الأخبار ، لأنه أمام التكييف على الدوام .
إذا رأيته يفكر فلا تقطع حبل أفكاره ، فإن له همومه التي لا يشاركه فيها أحد .