الاثنين، 25 نوفمبر 2013

تغريدات د.محمد طرهوني عن المحاكمات الظالمة والتي حكم فيها بعض الإخوة بحد الحرابة الرياض السعودية

  د.محمد طرهوني @DTarhuni

هذه من آخر المحاكمات الظالمة والتي حكم فيها بعض الإخوة بحد الحرابة
رابط دائم للصورة المُضمّنة
كما حكم شباب نعرفهم جيدا بعضهم لا علاقة له بشيء البتة منهم
محمد صيام 11 سنة                 أحمد رشيد 15 سنة
يوسف الرحيلي 15 سنة          هاني الرحيلي 14 سنة
عيسى النجمي سنة               حسن العبيري 6 سنوات
 مازن الشريوفي 18سنة        أسامة عسيلان 15سنة
 حسام عصر 15سنة               عبد الرحيم السميري 20 سنة
 عثمان سمان 25 سنة

اللهم فك أسرهم واربط على قلوبهم وقلوب أهاليهم وانتقم ممن ظلمهم وخيب سعيه وأحبط عمله وخذه أخذ عزيز مقتدر

وبمناسبة مسرحية المحاكمات الهزلية
وجدت ورقة تتعلق بذلك كنت كتبتها في المعتقل ضمن أوراقي المهربة وحان وقت نشرها الآن :
وصفوها بأنها محاكمات علنية بمجرد أنها ذكرت في الصحف ولا توجد أي تغطية إعلامية حقيقية .

وهذه ملاحظات سريعة لا أظنها تخفى على اللبيب ولكن للتذكير : -

قد مر قبل هذه المحاكمات مئات فأين أخبارها؟
-هذه المحاكمات لا تعدو القضيتين والثلاث فأين بقية القضايا؟
-هذه المحاكمات تتعلق بالعمل الداخلي وهو لا يمثل واحدا بالمائة من المعتقلين
وهذا بالطبع لتلميع صورة الجهة الرسمية وكأن كل المعتقلين قضاياهم من هذا النوع.
-لا يحضر الجلسات أي جهة إعلامية محايدة بل ( سمننا في طحيننا) وقالوا : من يشهد لأبي الحصين قال: ذنبه.

-الواحد والاثنان من المندوبين لا يسمى حضورا إعلاميا ولا تعتبر المحاكمة علنية. 
-المنشور إعلاميا فقط أكاذيب المدعي العام مع التكرار الممل
-لا يوجد أي ذكر لدفاع المتهمين وأقوالهم ولو صدقوا في العلنية لنشروا محاضر الجلسات بالنص كما هي مدونة وهذا أقل شيء .

مع كل هذا تظهر ملفات تنبئ عن هذه التهم ومن ذلك اتهام مجموعة بأنها تريد مهاجمة سفن لدولة مجاورة، أتدرون ماهي الدولة المجاورة؟
إنها دولة اليهود المزعومة المسماة زورا إسرائيل وهي فلسطين المحتلة!إنهم يريدون ضرب سفن الصهاينة ولكن يبدو أنها جارة محترمة معترف بها في الباطن فكانت عقوبة من يضرب سفنها الإعدام كما يطالب به المجرم المسمى المدعي العام.
تضرب سفن اليهود إعدام ، وإرسال دعم لحماس عشرون سنة سجن بحكم القاضي ،ويكفي حملة تبرعات تمتص بها غضب الشعب المسكين المتألم لحال إخوانه الذين يقتلون ويؤسرون ليل نهار وللمسجد الأقصى الذي تنتهك حرمته ليل نهار ثم لا يصل هللة واحدة مما جمع ﻹعمار قطاع غزة ﻷن الدولة المجاورة لم تأذن حتى الآن.

طبعا هؤلاء المتهمون لم يشاركوا جميعا في العمل الداخلي..ولكن مثلا أحد المشاركين في العمل الداخلي كان له جارا أو زميل دراسة قديم فزاره في بيته وتعشى عنده وطلب منه قرضا بحكم العلاقة القديمة فأحرج منه وأعطاه وليس لديه أي خلفية عما يفكر به هذا الزائر أو ما ينوي فعله
وبمجرد هذا اللقاء العابر تصدر تلك التهم لهذا المضيف
. 1 الانتماء لتنظيم القاعدة.
 2.انتهاج فكر الخوارج والانخراط في مجموعة إرهابية خارجة على ولاة الأمر للتفجير وترويع الآمنين.
.3إيواء المطلوبين للعدالة وتقديم الدعم اللوجستي لهم (طبعا بأكله المندي الذي تعشى به صاحبنا
.4تمويل الإرهاب باﻷموال
.5التستر على المجرمين المطلوبين للعدالة.
.6 المشاركة في قتل الأنفس المعصومة والتفجيرات والاغتيالات
.7تضليل الجهات الأمنية والكذب عليها وتزوير الحقائق.
الحكم المطلوب: (اﻹعدام)

ولكي نتصور الأمر أكثر أمثل لكم بقصة طريفة:
بائع أقمشة نسائية بنغالي لا يعرف من العربية سوى كلمات يسيرة محرفة أتاه رجل وزوجته فاشتريا منه قماشا لفستان سهرات ودلهما على صديق له يعمل في مشغل لتفصيل الملابس النسائية حيث يأخذ منه عمولة على كل زبون يرسله له.

بعد مدة زمنية داهمته قوات الأمن الأشاوس وتم إيداعه السجن لعدة سنوات حقق معه خلال الأيام الأولى منها بعد ضربه وتعليقه وتسهيره وأخيرا فرجت بمحاكمة (عادلة) له .

وقد وجهت له التهم التالية من قبل المدعي العام حفظه الله (في الثلاجة)

1-وجود علاقة بينه وبين أحد المجرمين القتلة مما يثير الشبهات حوله
2-التستر على هذا القاتل حيث لم يبلغ جهات الأمن عن معرفته به.
3-المشاركة بطريق غير مباشر في جريمة القتل التي ارتكبها المجرم
4-التكسب بطريقة غير مشروعة وتبييض الأموال.
كيف وجهت له هذه التهم؟

 الجواب: هو أن هذه المرأة فصلت هذا الفستان ﻷجل عشيق لها واكتشف الزوح ذلك فقتلها فهو هذا المجرم
وقد كان يعرف البنغالي بدليل أنه دخل محله واشترى منه وربما كان على علاقة قوية به وعرف بإقدامه على الجريمة ولم يبلغ عنه والفستان سبب في حصول الجريمة وهو الذي باع قماشه كما تواصل مع الخياط وتكسب منه من وراء ذلك فثبتت التهم في حقه،
لكن القاضي من باب الأمانةلم يجد الأدلة الكافية فحكم عليه بموجب الشبهة الحاصلة فاكتفى بالسجن ثلاث سنوات للتهم الأولى وإن كان حقها أكثر من ذلك وسنتين لغسيل الأموال وحقها خمس سنوات فيكون المجموع خمس سنوات مع 1000 جلدة والإبعاد من البلاد.

إن تعجبتم من هذه القضية الافتراضية فوالله إن قضايا الشباب على النحو من ذلك

-أرجو إن بقيت لهؤلاء القوم مصداقية أن يذكروا مسوغات الاتهام علنا. وأن يذكروا دفاع المتهمين وأن يأتوا بالقضايا الأخرى غير الداخلية .

بالنسبة للدعاوى بإكرام المحاكمين في المحكمة بالثياب البيضاء والشمغ والكراسي، فليعلم الجميع أن الثوب يعطى للسجين فقط ليذهب به للمحكمة وعند خروجه إليها فقط ويكلبش ويقيد وتعصب عينيه ويحشر داخل سيارة مغلقة لا نافذة لها مظلمة بجلسة يرثى لها لا فك عنه غمته أو كلبشه إﻻ عند القاضي وأما القيود فهي باقية في قدميه طيلة المحاكمة.

وأما الشماغ فيلقيه على رأسه العسكري عند نزوله من سيارة الموتى التي نقل بها
ويتم نقله بطريقة سرية تماما، فمن السجن للسيارة المغلقة لموقف تحت الأرض عند المصعد إلى الدور الخاص بالمحكمة الخاصة إلى غرفة القاضي .

وبالمقارنة مع محاكمات المتهمين بقضايا أمنية في سائر البلاد تجد الفارق الشديد فالسيارات بها شبابيك وهم يتكلمون سويا وبملابسهم وبأيديهم مصاحفهم وحولهم الناس والإعلام وأهاليهم يعلمون بموعد محاكمتهم بل ربما يحضرونها إلى غير ذلك .

فكفاكم تمننا بالباطل والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور.

||بوادر الإرهاصات الدولية والإقليمية المؤثرة على سياسة السعودية في الأيام القليلة القادمة||

#السعودية نشأت وترعرعت في الحضن الإنجليزي
فلما اشتد عودها انتقل ولائها لأمريكا بسبب تفكك الإنجليز
فكانت أمريكا متعهدة بالحماية المطلقة للسعودية لدرجة أن الملك فيصل قال لاحاجة لنا ببناء جيش سعودي في ظل الحماية الأمريكية
ولكن تغير الحال بعدها وصعد الطموح السعودي للتسلح تدريجيًا بعد عدة ظروف حربية في المنطقة إلى أن وصلت للمرتبة الثانية عربيًا من ناحية قوة ونوعية التسليح وليست من ناحية الشجاعة
- وفي تاريخ الولاء السعودي للعمة أمريكا تمردت #السعودية مرتين:

المرة الأولى: على عهد الملك فيصل لما قطع البترول عن أمريكا لامتصاص الغضب الشعبي المحلي ، فقد تذمر الشعب من عدم مناصرة الملك فيصل للمسلمين في مصر وعدم المساعدة في صد إسرائيل فاختار الملك قطع البترول عن أمريكا لكونها الداعم الرئيسي لإسرائيل مفرطًا بالعلاقة الإستراتيجية مع أمريكا مقابل رضى الشعب عنه ، ماجعله يفقد حياته غيلةً كثمن لعصيانه للعمة أمريكا.

المرة الثانية: قبل أشهر
فقد تفاقمت الخلافات الأمريكية السعودية من عدة أمور
- وقوف أمريكا إلى جانب رافضة البحرين في ثورتهم السابقة ووقوف أمريكا هذا اعتبرته #السعودية من الموبقات.

- غضب أمريكا من تدبير السعودية للإنقلاب في مصر بالإشتراك مع الإمارات من دون رضى أمريكا ؛ فأمريكا قد استحسنت حكم جماعة الإخوان لمزجها بين الدين وتنفيذ الرغبات الأمريكية الليبرالية بسرعة (وليس ببطئ كما تفعل السعودية) ولكن السعودية والإمارات جزمتا جزمًا قاطعًا بأنها لو نجحت تجربة جماعة الإخوان في مصر سوف يتم تصديرها للخليج بمباركة أمريكية
وهذا مايقلق السعودية بشدة

فبدأت تدبر للإنقلاب في مصر وبعد نجاحه مؤقتًا اشتغلت لإعداد انقلابات في ليبيا وتونس وتشغيل تيار صحوي سوري كما فعلت في العراق عام ٢٠٠٧ وكل ذلك بدون إذن أمريكا مما تسبب بالغضب الأمريكي من تمرد الطفل المدلل.

- أيضًا أمريكا تطلب من #السعودية مجموعة تغييرات سريعة وكبيرة مفصلية في نظام الحكم السعودي والأخيرة تعتبرها تغييرات مؤثرة ومزعزعة للسلطة المطلقة والتحكم المعتاد وهو مالم تقبل به #السعودية إلا تدريجيًا وعلى مدى طويل فازداد الغضب الأمريكي

- وفي نفس الوقت أشتعل الخلاف الداخلي بين الأقطاب من أبناء وأحفاد الملك عبدالعزيز
فمتعب بن عبدالله له رأي
وبندر بن سلطان له رأي
ومحمد بن نايف له رأي

وبعض الأمراء لهم آراء فأصبح حالهم شذر مذر مختلفين في كل شيء ونار الخلاف بينهم مستعرة
|||وفي نفس الوقت||| مارست أمريكا مجموعة إجراءات تأديبية ضد النظام السعودي وغلّبت العصى على الجزرة.

- منها الإدانة الدولية الواسعة للسعودية في ملف حقوق الإنسان.

فلم ترضخ #السعودية للمطالب الأمريكية
فصعّدت أمريكا الإجراءات التأديبية للتصالح الأمريكي الإيراني وسماح أمريكا لإيران بتخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات عنها (لكون إيران عدو #السعودية الإستراتيجي)
ثم قصفت مجموعة رافضية عراقية الحدود السعودية بقذائف الهاون كنوع مناوشة وإعلان جاهزية للقتال وقد تبنتها جماعة رافضية رسميًا

- أيضًا ربما نسمع تحرك حوثي في الجنوب قريبًا وتحرك في القطيف وربما في المدينة النبوية.

- وكل التصرفات الأمريكية هذه بسبب غضبها من تمرد #السعودية عليها بعد أن كانت كالطفل المدلل والمطيع لأمريكا
- الحالة السعودية تجاه ذلك:

بدأت #السعودية تتصرف بجنون وعناد المراهق فبدأت بالبحث عن أساليب تقويها ضد هذا التحدي:
- منها البحث عن حليف استراتيجي لتتقوى به
- ومنها التلميح بأنها سوف تجلب البرنامج النووي الباكستاني كرد على سماح أمريكا لإيران بتخصيب اليورانيوم وتدعي #السعودية بأن هذا من حقها لتتوازن القوى

(علمًا بأن السعودية تزعم بأن البرنامج النووي الباكستاني ملكها لأنها هي من موله ، ولكن الشعب الباكستاني لايمكن أن يقبل بذلك)

- والداخلية حاليًا بدأت توزع الأسلحة على المدن ، فعلى سبيل المثال استملت قوة الطوارئ في القصيم مؤخرًا مجموعة شاحنات محملة بالأسلحة قام ٤٠ عسكري بتنزيلها للمستودعات واستغرق تنزيلها ٣ أيام❕

أما مايخص ملف #المعتقلين من ذلك
فهو والله أعلم أن إيران سوف تتجرأ على #السعودية بحدث كبير وذلك بعد إعطاء أمريكا الضوء الأخضر لإيران وبعد أن كانت أمريكا هي الحامي الرئيسي للسعودية من إيران.

فهنالك سوف يتصرف متعب بن عبدالله ويقوم بإطلاق #المعتقلين بعد إقناع والده كرد على أمريكا وليستخدمهم كوقود ضد إيران علمًا بأن فكرة استخدام الجهاديين داخليًا مرفوضة جدًا من محمد بن نايف

ولكن متعب بن عبدالله سوف يستغل نفوذ والده في ذلك ويفعلها والله أعلم

بقلم: المناصرون
المصدر

الايرانيون الكاسب الاكبر من الاتفاق التاريخي مع الغرب.. والعرب ايتام على مائدة اللئام

عبد الباري عطوان

اذا اردنا ان نعرف ما اذا كان الاتفاق الذي جرى التوصل اليه فجر اليوم بين الدول الست العظمى وايران حول طموحات الاخيرة النووية جيدا او سيئا، فان علينا ان نرصد ردود الفعل الاولى تجاهه في كل من تل ابيب والرياض.

ليس من عادة المسؤولين السعوديين الرد بسرعة على الاحداث السياسية، ويفضلون دائما التريث، ولكن من غير المتوقع ان يكونوا ممنونين لتوقيع هذا الاتفاق الذي يشكل صدمة بالنسبة اليهم، وهم الذين هيئوا جبهتهم الداخلية طوال الاعوام الاربعة الماضية لحرب مع ايران، وتصعيدها الى رأس قائمة الاعداء واستخدام الخلاف المذهبي معها ارضية للتحريض ضدها، والدول الحليفة لها.

بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل كان اكثر وضوحا عندما فتح سرادق للعزاء في قلب القدس المحتلة، وبدأ يستقبل المعزين، فمنذ اللحظة الاولى اعلن ان هذا الاتفاق “خطأ تاريخي” بينما قال وزير خارجيته افيغدور ليبرمان انه “خطر” على اسرائيل، وبدأ الحديث عن قدرة ايران على امتلاك قنابل قذرة تسرب الى “الارهابيين”.

بموازين الربح والخسارة يمكن ان نقول وبكل ثقة، ان ايران التي “دوخت” المفاوضين الغربيين، ولعبت على اعصابهم من خلال ادارتها لتعجلهم، والامريكي منهم على وجه الخصوص، للتوصل الى اتفاق، خرجت هي الرابح الاكبر، لانها رسخت حقها في تخصيب اليورانيوم على ارضها، ولم تتنازل عن هذا الحق حتى اللحظة الاخيرة.

علينا ان نتذكر ان الازمة بين ايران والغرب بدأت قبل عشر سنوات تخللتها حشود عسكرية، وتهديدات بالحرب، بسبب اقدام ايران على تخصيب اليورانيوم بدرجة اقل من خمسة في المئة، والتشكيك في نواياها من هذا التخصيب، اي ان الازمة لم تكن بسبب نسبة التخصيب، وانما مبدأ التخصيب نفسه، والاتفاق “شرعن” هذا المبدأ من قبل الدول العظمى.

جون كيري وزير الخارجية الامريكي قال ان الاتفاق مؤقت، وان النص لا يقول ان لايران الحق في تخصيب اليورانيوم، وهذا صحيح، ولكن الاتفاق لم يقل ايضا بانه محرم عليها التخصيب، مضافا الى ذلك ان جميع الاتفاقات المؤقتة تتحول الى دائمة، وعلمنا التاريخ انه عندما تبدأ المفاوضات فانها لا تتوقف، وان توقفت فلفترة مؤقتة.

هناك عدة نقاط يجب التوقف عندها عند اجراء دراسة سريعة للاتفاق ومواقف الدول المختلفة منه:
*اولا: حالة العداء التي استمرت ثلاثين عاما بين ايران والغرب باتت شبه منتهية، وان الغرب على وشك الاعتراف بايران قوة اقليمية عظمى يجب تقاسم النفوذ معها في منطقة الشرق الاوسط.

*ثانيا: فشلت اسرائيل فشلا ذريعا في منع تخصيب ايران لليورانيوم، مثلما فشلت في منع اتفاقها مع الدول العظمى، وهذا يعني تراجع اسرائيل وتقدم ايران في الحسابات الغربية.

*ثالثا: نجحت ايران في تأسيس “مدرسة” جديدة في علم التفاوض، عندما صمدت في مسابقة “عض الاصابع″ فلم تتنازل مطلقا عن خطوطها الحمر، وان قدمت تنازلا ففي الهوامش ونسب التخصيب.

*رابعا: حافظت ايران على ابقاء وسلامة جميع منشآتها النووية بما في ذلك اجهزة التخصيب (الطرد المركز) وباتت تجمع بين اهم طريقين في عملية تخصيب اليورانيوم للحصول على البلوتونيوم اللازم لصنع قنابل نووية، الاولى استخدام الماء الثقيل مثلما هو جار في مفاعل آراك، والثاني تخصيب اليورانيوم من خلال اجهزة الطرد المركزي في مفاعلي قم وناتانز، الهند انتجت قنبلتها بالطريقة الاولى وباكستان بالثانية، والاهم من ذلك ان العلماء والعقول الايرانية باقية ومستعدة لمواصلة عملها في اي لحظة، هذا اذا لم تكن مستمرة.

*خامسا: الاتفاق وما نص عليه من تخفيف للعقوبات، سيؤدي الى تعاف تدريجي للاقتصاد الايراني، وسيبعث الامل في نفوس الايرانيين، حيث انخفضت قيمة الريال نسبة 60 بالمئة، ووصلت البطالة الى 50 بالمئة بين الشباب، ومعدلات التضخم الى خمسين في المئة ايضا، وبمجرد الاعلان عن الاتفاق تهاوى سعر الدولار امام العملة المحلية وسادت حالة من الارتياح، ومن المتوقع ان يرتفع الانتاج القومي الايراني من 480 مليار دولار حاليا الى 900 مليار دولار في سنوات معدودة اي ما يوازي الانتاج القومي التركي.

العرب، والخليجيون منهم على وجه التحديد، ونحن نتحدث هنا عن انظمة وليس شعوبا، هم الخاسر الاكبر من هذا الاتفاق، فقد تخلت عنهم امريكا والغرب، بعد ان سرقت اموالهم في صفقات اسلحة تزيد عن 130 مليار دولار، بعد ان ضخمت من الخطر الايراني لتصعيد مخاوفهم، ودفعتهم للوقوف موقف المعادي من ايران وكل معتنقي المذهب الشيعي تقريبا.

السؤال هو عن الاستراتيجية التي يمكن ان يتبعها هؤلاء في مواجهة هذا التحول الاستراتيجي في موازين القوى في المنطقة وتحالفاتها؟

ناسف ان نقول انه لا توجد استراتيجية ولا يحزنون، فالدول الثلاث التي كانت تحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة اي العراق وسورية ومصر دمرها العرب، وحكام دول خليجية بالذات من خلال قبولهم بأن يكونوا ادوات في السياسة الخارجية الامريكية ومصالحها في المنطقة، فالعراق يعيش حربا اهلية بعد اطاحة نظامه العربي الذي حارب ايران ثماني سنوات ونظام العراق الحالي موال لايران، وسورية تشهد حربا بالانابة على ارضها بين السنة بزعامة سعودية والشيعة بزعامة ايران، اما مصر فمقسمة بين نظام عسكري تدعمه السعودية والامارات، وحركة اخوان مسلمين “سنية” تقول انها صاحبة الشرعية وتدعمها قطر.

العرب يتقاتلون على ارضهم، ويمزقون اركانهم الاستراتيجية ويغرقون المنطقة في الحروب الاهلية الطائفية، فهل هؤلاء يستطيعون وضع استراتيجيات لحرب ايران او حتى منافستها، وبعد ان القى بهم الحليف الامريكي في سلة المهملات؟ لا اعتقد ذلك.

نقطة التحول الرئيسية التي ادت الى توقيع هذا الاتفاق وقلب المعادلات الراسخة في المنطقة، هو ان امريكا تشعر بالقرف من العرب والاسرائيليين معا، وقررت تغيير سياستها الخارجية والكف عن خوض الحروب بالنيابة عنهم، واول قرار في هذا الصدد هو التطبيع السياسي مع ايران بعد ثلاثين عاما من العداء، مضافا الى ذلك ان جميع حروبها في الشرق الاوسط التي ورطها فيها العرب والاسرائيليون انتهت الى كوارث، ولم تحل المشلكة التي ذهبت من اجلها بل خلقت مشاكل اكبر لامنها واقتصادها، وانظروا ما حدث في افغانستان والعراق وليبيا وما يحدث حاليا في السعودية.

العرب يحتاجون الى مراجعة جذرية لكل اخطائهم، ومرة اخرى نقول اننا نتحدث عن حكام منطقة الخليج الذين يهيمنون حاليا بمالهم على القرار العربي، مراجعة تعترف بالواقع الجديد ومتغيراته، وتبدأ في وضع خطة طويلة المدى لاعادة العرب على الخريطتين الاقليمية والدولية بقوة، ليس كمشترين لاسلحة لا تستخدم وانما لتصنيعها، وبناء مشاريع القوة السياسية والعسكرية، والكف عن سياسة المناكفات، مثلما هو حادث بين السعودية وقطر حاليا، ورصد عشرات المليارات في هذا الصدد.

العرب اصابتهم عدوى ادارة الرئيس بوش، اي اصبحوا خبراء في التخريب، اي تخريب دولهم، والعجز عن البناء، اي بناء قوتهم، مثلما اصبحوا متميزين في خلق الاعداء دون ان يملكوا اسباب القوة لمواجهتهم.

حتى تتم هذه المراجعة الاستراتيجية، لا بد ان يعترف العرب بايران قوة اقليمية عظمى ويتعاطوا معها على هذا الاساس، ويتحاورون معها تماما مثلما فعلت امريكا والغرب.

المصدر