السبت، 22 فبراير 2014

مجتهد ‏@mujtahidd عن : تقرير كامل عن الرجل العظيم يوسف الحمدان لنرى كم نحن غافلون عن تغييب وتعذيب وإهانة عظماء بلادنا وقتلهم غيلة في سجون آل سعود

 مجتهد @mujtahidd  


تقرير كامل عن الرجل العظيم يوسف الحمدان

لنرى كم نحن غافلون عن تغييب وتعذيب وإهانة عظماء بلادنا وقتلهم غيلة في سجون آل سعود
مجموعة تغريدات عن قتيل الداخلية ومن نحسبه شهيد السجن وحكيم السجناء المهندس الشيخ يوسف الحمدان

لم يكن له شهرة الدكتور الهاشمي ولاعلم الشيخ العلوان لكن نحسبه عظيما مثلهم في الخُلُق والجهاد وطلب العلم وكثرة العبادة والثبات على الحق

ومثلهم كذلك في جمعه بين مفارقتين، خفض الجناح للطيبين والتواضع والتبسط لهم والبشاشة في وجوههم، مقابل تحدي الظالمين والاستمتاع بعنادهم

وهو من العظماء في تكامل شخصيته كريم شجاع شهم راجح العقل واسع الثقافة غزيرالعلم عذب الحديث دمث الخلق طلعة بهية تعلوها هيبة مع روح ظريفة لطيفة

وهو من العظماء في علاقاته فقد كان بارا بوالديه واصلا لرحمه موفقا في تربية أبنائه محترما محبوبا من أهله وأخواله محسنا لزوجته وأصهاره

وهو من العظماء في إتقانه لتخصصه وإخلاصه في عمله (قبل أن يعتقل) وقدرته على تنظيم وقته وترتيب شأنه والجمع بين العمل والجهاد وطلب العلم

وهو عظيم حتى بحسابات آل سعود العنصرية فهو من عائلة بن سليمان وزير مالية الملك عبد العزيز المشهور ووالده كان بمرتبة وزير في عهد الملك فيصل

وعظيم كذلك في التزامه بأمور لا يلتزم بها إلا أصحاب الهمة من الناس وهي الرياضة والنظافة وترتيب وتنظيم الوقت والانضباط في كمية الأكل ونوعيته

وبالمناسبة استمر على هذا الحال في السجن وكان الأطباء يؤكدون أن صحته جيدة ولا يعاني من أي أمراض مزمنة ولا يزال التساؤل عن سبب وفاته قائما

في السجن كان يكتفي بساعات قليلة من النوم ويقضي الوقت في طلب العلم والعبادة والقرآن ويشعر دائما أنه مشغول بسبب حرصه على العبادة وطلب العلم

 من طرائفه أنه حين ياتي أحد الضباط لحاجة يرد عليه: عجل بسرعة ما عندي لك وقت، فكان الضابط يقول ضاحكا: كل هذه السنين في السجن وما عندك وقت؟

كان مبالغا في الأنفة يرفض أن يطلب من السجانين أي شيء حتى الاتصال والزيارة وكان يقول لأهله لولا الحرص على رؤيتكم لما خرجت من الزنزانة أبدا

كان يرفض المحاكمات ويعتبرها غير شرعية وحوكم مرتين أحضر فيها بالقوة وخلال المحاكمة يصر على الصمت ويعتبر نفسه غير موجود ولا يبالي بكلام القضاة

أحضروا له مشايخ ما يسمى بالمناصحة فأفحمهم بردود اضطرت المباحث لفصله عن الباقين ومناقشته فرديا حتى لا ينكشف شيخ المناصحة أمام بقية المعتقلين

عرضت عليه عروض مغرية بعضها دنيوي وبعضها بلباس ديني فرفضها جميعا وكان دائم الابتهال إلى الله بالثبات فحقق الله مراده ولقي الله على ذلك

يوسف بن علي السليمان الحمدان درس الهندسة ثم دراسات إسلامية وعمل بوظيفة مرموقة مدير إدارة في شركة الكهرباء قبل أن يدخل ميدان الإغاثة والجهاد

في حرب الأفغان الأولى دعم آل سعود الإغاثة والجهاد وفتحت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية فرعا لها في بيشاور وانتدبت له المهندس يوسف رحمه الله

رغم سفره للإغاثة فقد كان شغوفا بالجهاد يوازن بين وظيفته الإغاثية وبين الجهاد ثم قرر نقل عائلته هناك حتى يعطي كل وقته للجهاد والإغاثة

وكان من الطبيعي أن يتعرف على الشيخ أسامة بن لادن والمقاتلين العرب وقد أعجب به الشيخ أسامة جدا وانبهر برجاحة عقله وسعة أفقه واستفاد منه كثيرا

بعد انتهاء مرحلة الجهاد الأولى عاد إلى البلد وبقي يتابع شؤون الإغاثة إلى أن انقلب آل سعود على الجهاديين واعتقل في 1416 قرابة السنة

كان اعتقاله خلال حملة عشوائية على آلاف ممن ذهبوا للجهاد في أفغانستان بعد تفجيرات الحرس الوطني في الرياض ومجمع سكن الأمريكان في الخبر

أطلق سراحه لكن لم يلبث أن عاجلوه باعتقال آخر في محاولة إلباسه جريمة قتل وأطلق سراحه بعد عدة أشهر فاقدا وظيفته عليه أن يبدأ حياته من جديد

قبيل أحداث سبتمبر أدرك وجود توجهات غير رشيدة قد تحرف مسيرة الجهاد فتوجه لأفغانستان مع عائلته فعاجلتهم الأحداث وحصل الشتات المعروف

لجأ مثل كثير من المجاهدين العرب إلى إيران لكن الحكومة الإيرانية اعتقلتهم وسلمتهم للسعودية بعد نقلهم في طائرة خاصة مع عائلتين أخريين إلى جدة

نقل فورا من مطار جدة إلى سجن الرويس وبقي كل أفراد العائلة في أمن المطار وجرى التحقيق معهم جميعا بمن فيهم بناته الصغيرات

بقي في السجن من محرم 1423 إلى ذي الحجة وأطلق سراحه بعد ذلك لكنها كانت خدعة لإعادة اعتقاله مرة أخرى بعد أربعة أشهر ليبقى بعدها إلى وفاته

اعتقاله الثاني في ربيع الأول 1424 كان قصة عاصفة ومرعبة ليس لها مبرر إلا إرهاب الشعب وتعمد التصرف بأسلوب التخويف لكل من لا يروق لآل سعود

كان في للدمام لتوقيع عقد عمل مع إحدى الشركات وكانت الداخلية تعلم أنه سيعود لجدة لكن عاجلوه بطريقة تشبه الخطف وأحضروه بالطائرة إلى جدة

بعد إحضاره لجدة داهموا منزله في ساعة متأخرة من الليل بعدد هائل من السيارات أغلقت الحي بأكمله وتم تفتيش كل شيء حتى خزان المياه

بعدها بأيام اعتقل ابنه أنس بعد أحداث شقة الخالدية وبقي معتقلا حتى الآن وحاولوا ربط يوسف نفسه بأحداث الخالدية وهم متيقنون أن ليس له علاقة بها

لاحقت الداخلية زوجته وبناته للشقة التي انتقلوا إليها وداهمتها بطريقة أشد رعبا حيث تعرضت أم أنس وبناتها وابنها الصغير لما يشيب له الولدان

كل ذلك لم يشبع نهم نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية آنذاك فأمر بمداهمة منزل أهل أم أنس في مكة وتفتيشه وإرهابهم لتخويف كل من له علاقة فيه

وكانت أم أنس قد روت القصة لإحدى الأخوات ننقلها كما روتها حفاظا على دقة الوصف تجدون الرابط في التغريدة الأخيرة حتى لا ينقطع السياق

بعد الاعتقال بمدة بسيطة اختفت أخبار المهندس يوسف لخمس سنوات عانت الأسرة الأمرين من صعوبات البحث عنه وتلقط أخباره من بقية المعتقلين

تعرض المهندس يوسف لمستويات مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي لكنه متشدد في احتساب ما يصيبه فلا يتحدث بالتفاصيل ويكتفي بالاعتراف بحصول التعذيب

لفقت له مجموعة من التهم التي لا تناسب إلا قضاء وادعاء آل سعود كان أعجبها وأكثرها ظرافة أنه يلقب أسامة بن لادن بلقب "الشيخ" هههههههه

لا يزال ابنه انس معتقلا ولم يخطر في بال الداخلية أبدا تعويض العائلة بعد وفاته بإطلاق سراح ابنه أنس، فعليهم من الله ما يستحقون

والآن بعد معرفة كل ذلك ألا نخجل من أنفسنا أن نسمح للظالم أن يغيّب هؤلاء العظام ويعتقل عوائلهم ويهينهم ويقتلهم ونحن لا نفكر حتى بالسؤال عنهم؟

أخيرا: