مجتهد @mujtahidd
تقرير كامل عن الرجل العظيم يوسف الحمدان
لنرى كم نحن غافلون عن تغييب وتعذيب وإهانة عظماء بلادنا وقتلهم غيلة في سجون آل سعود
مجموعة
تغريدات عن قتيل الداخلية ومن نحسبه شهيد السجن وحكيم السجناء المهندس الشيخ يوسف
الحمدان
لم
يكن له شهرة الدكتور الهاشمي ولاعلم الشيخ العلوان لكن نحسبه عظيما مثلهم في
الخُلُق والجهاد وطلب العلم وكثرة العبادة والثبات على الحق
ومثلهم
كذلك في جمعه بين مفارقتين، خفض الجناح للطيبين والتواضع والتبسط لهم والبشاشة في
وجوههم، مقابل تحدي الظالمين والاستمتاع بعنادهم
وهو
من العظماء في تكامل شخصيته كريم شجاع شهم راجح العقل واسع الثقافة غزيرالعلم عذب
الحديث دمث الخلق طلعة بهية تعلوها هيبة مع روح ظريفة لطيفة
وهو
من العظماء في علاقاته فقد كان بارا بوالديه واصلا لرحمه موفقا في تربية أبنائه
محترما محبوبا من أهله وأخواله محسنا لزوجته وأصهاره
وهو
من العظماء في إتقانه لتخصصه وإخلاصه في عمله (قبل أن يعتقل) وقدرته على تنظيم
وقته وترتيب شأنه والجمع بين العمل والجهاد وطلب العلم
وهو
عظيم حتى بحسابات آل سعود العنصرية فهو من عائلة بن سليمان وزير مالية الملك عبد
العزيز المشهور ووالده كان بمرتبة وزير في عهد الملك فيصل
وعظيم
كذلك في التزامه بأمور لا يلتزم بها إلا أصحاب الهمة من الناس وهي الرياضة والنظافة
وترتيب وتنظيم الوقت والانضباط في كمية الأكل ونوعيته
وبالمناسبة
استمر على هذا الحال في السجن وكان الأطباء يؤكدون أن صحته جيدة ولا يعاني من أي
أمراض مزمنة ولا يزال التساؤل عن سبب وفاته قائما
في
السجن كان يكتفي بساعات قليلة من النوم ويقضي الوقت في طلب العلم والعبادة والقرآن
ويشعر دائما أنه مشغول بسبب حرصه على العبادة وطلب العلم
من طرائفه أنه حين ياتي أحد الضباط لحاجة يرد
عليه: عجل بسرعة ما عندي لك وقت، فكان الضابط يقول ضاحكا: كل هذه السنين في السجن
وما عندك وقت؟
كان
مبالغا في الأنفة يرفض أن يطلب من السجانين أي شيء حتى الاتصال والزيارة وكان يقول
لأهله لولا الحرص على رؤيتكم لما خرجت من الزنزانة أبدا
كان
يرفض المحاكمات ويعتبرها غير شرعية وحوكم مرتين أحضر فيها بالقوة وخلال المحاكمة
يصر على الصمت ويعتبر نفسه غير موجود ولا يبالي بكلام القضاة
أحضروا
له مشايخ ما يسمى بالمناصحة فأفحمهم بردود اضطرت المباحث لفصله عن الباقين
ومناقشته فرديا حتى لا ينكشف شيخ المناصحة أمام بقية المعتقلين
عرضت
عليه عروض مغرية بعضها دنيوي وبعضها بلباس ديني فرفضها جميعا وكان دائم الابتهال
إلى الله بالثبات فحقق الله مراده ولقي الله على ذلك
يوسف
بن علي السليمان الحمدان درس الهندسة ثم دراسات إسلامية وعمل بوظيفة مرموقة مدير
إدارة في شركة الكهرباء قبل أن يدخل ميدان الإغاثة والجهاد
في
حرب الأفغان الأولى دعم آل سعود الإغاثة والجهاد وفتحت هيئة الإغاثة الإسلامية
العالمية فرعا لها في بيشاور وانتدبت له المهندس يوسف رحمه الله
رغم
سفره للإغاثة فقد كان شغوفا بالجهاد يوازن بين وظيفته الإغاثية وبين الجهاد ثم قرر
نقل عائلته هناك حتى يعطي كل وقته للجهاد والإغاثة
وكان
من الطبيعي أن يتعرف على الشيخ أسامة بن لادن والمقاتلين العرب وقد أعجب به الشيخ
أسامة جدا وانبهر برجاحة عقله وسعة أفقه واستفاد منه كثيرا
بعد
انتهاء مرحلة الجهاد الأولى عاد إلى البلد وبقي يتابع شؤون الإغاثة إلى أن انقلب
آل سعود على الجهاديين واعتقل في 1416 قرابة السنة
كان
اعتقاله خلال حملة عشوائية على آلاف ممن ذهبوا للجهاد في أفغانستان بعد تفجيرات
الحرس الوطني في الرياض ومجمع سكن الأمريكان في الخبر
أطلق
سراحه لكن لم يلبث أن عاجلوه باعتقال آخر في محاولة إلباسه جريمة قتل وأطلق سراحه
بعد عدة أشهر فاقدا وظيفته عليه أن يبدأ حياته من جديد
قبيل
أحداث سبتمبر أدرك وجود توجهات غير رشيدة قد تحرف مسيرة الجهاد فتوجه لأفغانستان مع
عائلته فعاجلتهم الأحداث وحصل الشتات المعروف
لجأ
مثل كثير من المجاهدين العرب إلى إيران لكن الحكومة الإيرانية اعتقلتهم وسلمتهم
للسعودية بعد نقلهم في طائرة خاصة مع عائلتين أخريين إلى جدة
نقل
فورا من مطار جدة إلى سجن الرويس وبقي كل أفراد العائلة في أمن المطار وجرى التحقيق
معهم جميعا بمن فيهم بناته الصغيرات
بقي
في السجن من محرم 1423 إلى ذي الحجة وأطلق سراحه بعد ذلك لكنها كانت خدعة لإعادة
اعتقاله مرة أخرى بعد أربعة أشهر ليبقى بعدها إلى وفاته
اعتقاله
الثاني في ربيع الأول 1424 كان قصة عاصفة ومرعبة ليس لها مبرر إلا إرهاب الشعب
وتعمد التصرف بأسلوب التخويف لكل من لا يروق لآل سعود
كان
في للدمام لتوقيع عقد عمل مع إحدى الشركات وكانت الداخلية تعلم أنه سيعود لجدة لكن
عاجلوه بطريقة تشبه الخطف وأحضروه بالطائرة إلى جدة
بعد
إحضاره لجدة داهموا منزله في ساعة متأخرة من الليل بعدد هائل من السيارات أغلقت
الحي بأكمله وتم تفتيش كل شيء حتى خزان المياه
بعدها
بأيام اعتقل ابنه أنس بعد أحداث شقة الخالدية وبقي معتقلا حتى الآن وحاولوا ربط
يوسف نفسه بأحداث الخالدية وهم متيقنون أن ليس له علاقة بها
لاحقت
الداخلية زوجته وبناته للشقة التي انتقلوا إليها وداهمتها بطريقة أشد رعبا حيث
تعرضت أم أنس وبناتها وابنها الصغير لما يشيب له الولدان
كل
ذلك لم يشبع نهم نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية آنذاك فأمر بمداهمة منزل أهل أم
أنس في مكة وتفتيشه وإرهابهم لتخويف كل من له علاقة فيه
وكانت
أم أنس قد روت القصة لإحدى الأخوات ننقلها كما روتها حفاظا على دقة الوصف تجدون
الرابط في التغريدة الأخيرة حتى لا ينقطع السياق
بعد
الاعتقال بمدة بسيطة اختفت أخبار المهندس يوسف لخمس سنوات عانت الأسرة الأمرين من
صعوبات البحث عنه وتلقط أخباره من بقية المعتقلين
تعرض
المهندس يوسف لمستويات مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي لكنه متشدد في احتساب ما
يصيبه فلا يتحدث بالتفاصيل ويكتفي بالاعتراف بحصول التعذيب
لفقت
له مجموعة من التهم التي لا تناسب إلا قضاء وادعاء آل سعود كان أعجبها وأكثرها ظرافة
أنه يلقب أسامة بن لادن بلقب "الشيخ" هههههههه
لا
يزال ابنه انس معتقلا ولم يخطر في بال الداخلية أبدا تعويض العائلة بعد وفاته
بإطلاق سراح ابنه أنس، فعليهم من الله ما يستحقون
والآن
بعد معرفة كل ذلك ألا نخجل من أنفسنا أن نسمح للظالم أن يغيّب هؤلاء العظام ويعتقل
عوائلهم ويهينهم ويقتلهم ونحن لا نفكر حتى بالسؤال عنهم؟
أخيرا: