الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

النص الكامل لرسالة الحركة لعيد الأضحى 1434 والتي بثت صباح يوم العيد

بسم الله الرحمن الرحيم
النص الكامل لرسالة الحركة لعيد الأضحى 1434 والتي بثت صباح يوم العيد
الله اكبر الله اكبر الله اكبر   لا اله الا الله   الله اكبر الله اكبر   ولله الحمد
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسوله الأمين
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين
والحمد لله الذي هدانا لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
والحمد لله الذي عرفنا الدين بلغة القرآن
والحمد لله الذي دلنا على المنهج الصحيح في فهم الدين وتطبيقه
والحمد لله الذي الهمنا تعظيم شعائره
نبارك لكم هذا العيد
وللحجاج حج مبرور وسعي مشكور وتجارة لن تبور وللجميع عيد مبارك
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات

أيها الإخوة والأخوات
إننا إذ نعظم شعائر الله الظاهرة التفصيلية في مناسك الحج فإننا نعظم أكثر شعائره الكبرى في توحيده وإعلاء كلمته وتعظيم دينه والغضب لانتهاك محارمه.
إن النحر والطواف بالبيت والوقوف بعرفة شعائر عظيمة، لكن تعظيم الله لا يمكن أن يتحقق  دون السعي الصادق لإعلاء كلمته وهيمنة شريعته وتحقيق عدله.
ولا يمكن تعظيم هذه الشعائر إلا بأن نحمل هم هذا الدين ونسعى جادين لتمكينه ونقلق ونخاف من انتشار المنكر والظلم والفساد.

إن أداء المناسك والحركات والسكنات مهما أحسنا وصفها واستغرقنا في بيان الحكمة منها فإنها لا تعني شيئا ما لم تكن خاضعة للإيمان الحقيقي بالله والاتباع الصادق لمحمد عليه الصلاة والسلام

يتكلم الخطباء والوعاظ والمشايخ في فضل عرفة ويوم النحر وتسع ذي الحجة وأيام التشريق،
ويتكلمون بالتفصيل عن مناسك الحج والحرص على الاجتهاد في تطبيقها صحيحة دقيقة،
لكن النادر من يتكلم بحرقة عن تمدد الفساد وتفشي الظلم وانتشار المنكر وتوسع الطغيان،
وأندر منهم من يسعى لحرب هذا الفساد والظلم والطغيان.

والعجيب أن كل هؤلاء يعرفون تتابع النذير من عند الله
يعرفون قول الله فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد
وقوله وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير
وقوله  "ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين"
وقوله وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا
وقوله ”وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا“
وقوله ”وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون“
وقوله ”وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين“
وقوله ”فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل“
ويعرفون قول النبي صلى الله عليه وسلم ”إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته. قال: ثم قرأ: ”وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد“
وقوله : "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب"
وقوله ”إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد“
وفيما روي عنه ”لا قدست أمة لا يعطى الضعيف فيها حقه غير متعتع“.

ولايغيب عنهم خطر الاستدراج في قوله تعالى  "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون"

ولا يخفى عليهم أن صدور الفساد والظلم عن فئة واحدة لا يحمي البقية من العقوبة الربانية
وذلك جلي في قوله تعالى" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب"
وقوله ”فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون“

ولا يخفى عليهم صريح   القرآن بان الحماية من العذاب الرباني في الدنيا إنما هي في السعي الحثيث لإزالة الفساد:
فالله يقول ”فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين“
وفي الحديث: ”إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى تكون العامة تستطيع تغير على الخاصة، فإذا لم تغير العامة على الخاصة عذب الله العامة والخاصة“
وقال صلى الله عليه وسلم: ”لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها، قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث."
وقال ”مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا“
وقال "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يغيروا، ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب"
وهذه النصوص ليست جديدة ولا غريبة على كثير من العلماء والناشطين والمثقفين،
لكن أين من يحمل هم الدين وأين الشعور بالمسؤولية تجاه الأمة؟
إن من لم تظهر عليه علامات الغيرة على الدين والغضب لانتهاك محارم الله والتضايق من الفساد والقلق من فشو الظلم والبغض الصريح للطغاة فمهما بلغت فصاحته وحسن عبارته فلن يكون ممن حقق الإيمان بالله بمعناه الصحيح والاتباع الصادق لمحمد صلى الله عليه وسلم.
كيف يزعم زاعم أنه مؤمن بما جاء في كتاب الله وهو يقرأ هذا النذير في آيات كثيرة ثم لا يقلق من عذاب الله ولا يبدو عليه الغضب من الطغيان والفساد ولا السعي الحقيقي لإزالة المنكر والظلم؟
بل كيف يزعم الاتباع لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ تحذيره الصريح من السكوت عن الظلم  والتهديد بعقوبة ربانية تشمل الجميع ولا تقتصر على الفاسد والظالم فقط؟
والله ثم والله، لن يصدق أي مدع مهما بلغ علمه أنه استوعب كلام الله وفهم كلام رسوله عليه الصلاة والسلام وهو لا يظهر منه السعي لإزالة الظلم والفساد والطغيان.
الله اكبر الله اكبر  لا اله الا الله  الله اكبر الله اكبر ولله الحمد
اللهم أعنا على تمكين الحق وإزالة الباطل وهزيمة الفساد وإيقاف الظلم ويسر لنا طريق القضاء على الطغيان وإقامة العدل وتحكيم الشرع على الوجه الصحيح
وصلى الله على سيدنا محمد
وكل عام وانتم بخير
المصدر

طفشان:فضيحة قوية جدا بمستشفى الحرس ف #الرياض قد تهز أركان الشؤون الصحية فيه ولها صدى واسع في مجتمع #السعودية