الأحد، 5 يناير 2014

تعليق د. سعد الفقيه عما يجري في سوريا

 د. سعد الفقيه @saadalfagih

تكررت مطالبتنا بالحديث عما يجري في سوريا وليس من سياستنا التعليق على هذه الأمور لكن مع وجود عدد كبير من أبناء بلادنا هناك لا نجد مفرا من ذلك

المطلع على المشهد السوري منذ انطلاق الثورة يلاحظ مجموعة من المعطيات التي تساعد في فهم الحوادث ولا بد من استحضارها عند اتخاذ المواقف

(1) المشاركون في الجهاد عاشوا قبل الثورة عقودا تحت سياسات التجهيل والتضليل فكيف ننتظر منهم جميعا الانضباط الشرعي والحكمة والأمانة والمسؤولية؟

(2) إذا انطلقت الثورة تلقائيا في كل مكان فلا نستغرب نشأة جماعات كثيرة تتفاوت في أمانتها وانضباطها وإخلاصها ومنهجها بل هذا هو الطبيعي

(3) الخصم في الثورة السورية لا يقتصر على نظام الأسد وحلفائه إيران وحزب الله والمالكي وروسيا بل هو العالم كله بما فيه أمريكا والسعودية والأردن

4) )إذا كان الخصم هو العالم كله بكل خبرته الضخمة في المؤامرات والدسائس فكيف نستغرب تعرض المجاهدين للمؤامرات المحبوكة والفعالة والعميقة

(5) كيف نستغرب في أوطان عاشت عقودا تحت الفساد والظلم والقمع أن يكون فيها أقليات مرتزقة جاهزة للاستخدام في تخريب الثورة والجهاد وإشعال الفتنة

(6) من الطبيعي أن يجد المقاتلون صعوبة في التنسيق وجمع الكلمة إذا كانوا مضطرين للتحرك داخل ميادين القتال فقط دون دولة مجاورة يتكئون عليها

(7) من الطبيعي أن يؤدي تضخم حجم الفصائل إلى تمدد غير محسوب تتداخل فيه مناطق نفوذها ويتداخل وجود عناصرها مما يؤدي لاحتكاكات كثيرة

(8) هذا كله يجعل الصدام الفكري والسياسي والدموي حتميا سواء ما كان فيه باجتهاد خاطيء أو ما كان بمؤامرة خارجية أو ما كان بطمع وصراع نفوذ

9) )وسائل الإعلام سواء التقليدية مثل المحطات الفضائية والصحف أوالتواصل الاجتماعي مثل التويتر والفيس بوك وسائط مفيدة لتفعيل وتضخيم المؤامرات

وبناء على هذه الحقائق والمعطيات لربما يمكن توجيه المحسوبين على الإصلاح بالانضباط بمجموعة تعليمات عند تعاملهم مع أو تعليقهم على هذه الأحداث

(1) لا يحق لنا أن ننصب من أنفسنا أوصياء على المجاهدين أو قضاة للخلافات بينهم ولا أن نعطي أنفسنا الحق في التصنيف والتقويم والتزكية والتخوين

2) )لا يجوز أن نتداول علنا قصص الخلافات والصدامات حتى بعد التثبت وعلينا أن نترك الحديث عنها لمن هو أهل للتعامل معها كما سنبين بعد قليل

3) )يحق لنا أن نعبّر عن الحزن للأخطاء السياسية وعن التضايق من التجاوزات الميدانية لكن لايجوز أن نقفز للتخوين والاتهام بالاختراق وتدميرالجهاد

(4) من تدور حوله شبه من الفصائل والأشخاص فلا بأس بالتحفظ الحذر عند الحديث عنه لكن لا نتهم بالخيانة إلا من ثبتت عمالته بدليل قطعي واضح

(5) يجوز أن نثني على أحد الشخصيات أو فصيل معين ثناء مجملا لكن لا نزكي تزكية مطلقة بل نعتبر الجميع عرضة للخطأ وتكرار الخطأ ونتهيأ لذلك

6) )لا نحسن الظن بمن يتفرغ للتشهير ببعض الفصائل حتى لو كان محسوبا على الدعاة وطلبة العلم خاصة إن كان ممن سكت عن طغيان الحكام أو أثنى عليهم

 (7) المؤهل للتعامل مع الأحداث هو فقط من يجمع بين ركني التأهيل العلم الشرعي والمعرفة بحقائق الميدان، ومثل هذا لن يتحدث إلا بحذر وكلام محسوب

(8) من لم يكن مؤهلا بالعلم الشرعي ومعرفة الميدان فعليه أن يلتزم بالنقاط أعلاه إلا إذا صدر موقف رسمي من المؤهلين فيمكن تأييده وتبنيه ونشره


نعلم أن الكثير تأخذهم عواطفهم في التعامل مع هذه 

الأحداث لكن نحسب الانضباط بمثل هذه القواعد من جهاد 

النفس الذي يؤجر عليه المسلم