أ.د. حاكم المطيري @DrHAKEM
الدعم الشعبي الخليجي
للثورة السورية وأثره على مسارها
كما حرصت أمريكا على احتواء الثورة من خلال الدول الخليجية
الوظيفية لتظل الثورة تحت السيطرة حاولت أيضا التحكم بالدعم الشعبي لها
تداعت الشعوب الخليجية والعربية لدعم الشعب السوري وتشكلت لجان
الإغاثة في كل مكان فأمرت أمريكا الأنظمة الخليجية بمراقبة الدعم
أدركت أمريكا خطورة الدعم الشعبي الخليجي للشعب السوري الذي تعرض
لأبشع المذابح حيث سيحرر الدعم الثورة من أي تبعية للأنظمة الوظيفية
أدرك الداعمون تحت ضغط الواقع ضرورة التنسيق مع الأنظمة الخليجية
حتى لا يتم اتهامهم بدعم الإرهاب ولتسهيل وصول الإغاثة بشكل رسمي
بدأت الأنظمة الخليجية تنظم الدعم الشعبي من خلال الجماعات وشيوخ
الدين الموثوقين لتخفيف ضغط شعوبها عليها ولمراقبة المال وتوجيهه
بعد تطور أداء الثورة عسكريا وتغير موقف أمريكا منها وتدخل روسيا
وإيران وإدراكهم خطورتها على مشروع سايكس بيكو بدأ التحكم بالدعم
بدأت الأنظمة الخليجية بضغط أمريكي بالإيعاز لمجموعات الدعم وشيوخ
الدين باحتواء اللجان غير المنطوية تحتها ليصبح الجميع تحت السيطرة
ظلت هيئة الزكاة الشعبية برئاسة الشيخ ارشيد الهاجري وإشراف الشيخ
حجاج العجمي من أكثر الهيئات استقلالا وحيادا في دعمها للجميع
قامت الأنظمة الخليجية بالضغط على الشيخين ارشيد الهاجري وحجاج
العجمي من خلال كثير من الجهات وشيوخ الدين بدعوى توحيد الداعمين
صار الدعم الرئيس للجان يذهب حسب التوجه الفكري للفصائل وحسب
علاقتها الإيجابية مع الأنظمة الخليجية ودعمت الهيئة الشعبية كل مستحق
أصبح الدعم الخليجي للفصائل ذا طابع حزبي مفضوح وصارت اللجان لجانا
حزبية بعد أن كانت لجانا شعبية تدعم الجميع وبدأ صراع الجماعات
تضررت الفصائل السورية المستقلة التي حررت مناطقها وهي الأكثر من
حصر الدعم بالفصائل الحزبية مما اضطرها للانضمام إليها وفقدت قوتها
بسبب اختراق العدو والدعم الحزبي تراجعت الثورة السورية من ثورة
شعب بكل مكوناته إلى ثورة طائفة ثم تراجعت أيضا إلى صراع بين الفصائل
ستطول الحرب ما لم تعد للثورة السورية روحها كثورة شعب وما لم يقف
الداعمون معها بلا تمييز حزبي وما لم تتحد الفصائل والجيش الحر
انتهت التغريدات عن الدعم المالي ونستكمل الحديث لاحقا عن المشهد
السوري وآفاق المستقبل بإذن الله