بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الحمد لله كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على النبي الاكرم وعلى آله وصحبه وسلم ، وعلى من اقتفى أثرهم الى يوم الميعاد الاكبر ..... وبعد ،،،
ففي ليلة الاول من شعبان عام 1425 هـ ، تم اعتقالي من قبل المباحث العامة ، في احد المحلات التجارية في مدينة بريدة ، وكان ذلك بطريقة همجية بكل ما تعني الكلمة ، علماً أنني لم اكن مسلحا ، ولم يصدر مني ما يستجوب ذلك ، وبدء التحقيق معي مباشرة ، من مجموعة من المحققين ، عرفت بعضهم – لاحقاً – وهم ، النقيب / ابو الوليد هادي آل معمر القحطاني ، وأبو نايف الحربي ، وأبو سعد الشهراني ، علماً بأن المحققين ، والمباحث عموما ، يحرصون دائما على الإبقاء مجهولين الهوية ، وكان التعامل معي وفق القاعدة المعمول بها عند المباحث ، وهي ان المباحث العامة فوق المسائلة ، والمعتقلين لديها خطوط حمراء في التعامل معهم ، حتى يتم استخلاص وانتزاع الاعترافات المطلوبة ، سواء كانت صحيحة ام لا ،
وقد كنت قد بدأت في تشغيل مشروع زراعي ( رشاش سبعة ابراج ) قبل اعتقالي بأشهر قليلة ، وقد كلفني أكثر من ثلاثمائة ألف ريال ، معظم هذا المبلغ اقترضته من بعض معارفي ، وأقساط سيارات من الراجحي ، وشركة تايوتا ، وغيرها ، وكنت حريصاً جداً على ان يستمر هذا المشروع ، حتى اتمكن من سداد هذه الديون ، وخاصة انه لا يوجد لدي أي مصدر رزق آخر ، وعند اعتقالي ، كنت اطلب منهم أن يسمحوا لي بإتصال واحد على الاقل ، لعلي اقوم بتوكيل من اثق به ، كي يقوم بالإشراف على المشروع ، ولكن – للأسف – لم يسمحوا لي الى بعد مرور اكثر من عشرون يوماً ، بعد ان تأكدوا بأن المشروع قد توقف تماما ( علماً بأني علمت لاحقاً أنهم أثناء التحقيق معي في سجن الصفراء بالقصيم داهموا المشروع في مدينة تبوك وطردوا العامل وأخافوه ) .
وبالنسبة لقضيتي التي أنا معتقل من أجلها من : 1 / 8 / 1425 هـ حتى تاريخ كتابة هذه الرسالة ، فهي أنني التقيت بشاب يريد الذهاب للعراق ، من أجل القتال ضد الأمريكان ، الذين دنسوا أعراض أخواتنا المسلمات ، في سجن ابو غريب وغيره ، وهدموا البيوت ، والمساجد ، فوق رؤوس المسلمين ، وطلب مني المساعدة في البحث عن طريق للدخول للعراق ، مع العلم أنني اعتقلت ، قبل ان أتمكن من تقديم أي شكل من أشكال المساعدة لهذا الشاب ،
وبعد مرور اكثر من شهر من اعتقالي ، فوجئت بالعسكري يقتحم على زنزانتي المظلمة ، الساعة الثانية ليلاً ، ويطلب مني الذهاب معه الى المحقق ، وعندما وصلت إليه ، أخرج لي ورقة منسوخة من الكمبيوتر ، ويقول انني ارسلتها الى ( سعد الفقيه ) وعندما انكرت معرفتي بها ، قال نحن اخذناها من جهاز الكمبيوتر الذي صادرناه من بيتك ، ويجب ان تعترف ، ولما أصريت على موقفي ، هددني المجرم بإنتهاك عرض زوجتي أمامي إذا لم اعترف ، وهو المحقق النقيب / ابو الوليد القحطاني ،،، الذي ذكرته سابقاً ،
وعند ذلك آثرت ان اعترف بما يريد ، حتى ادفع شره عن محارمي ، خاصة اني وجدت انه لم يكن هناك ما يردع هذا المجرم وأمثاله ، فأنا والكثيرون غيري أصبحنا تحت ذريعة ، مكافحة الارهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار ، وليس لنا أي حرمة ، ولم تعد لنا حقوق ، لا كمسلمين ، ولا كمواطنين ، ولا كبشر، ولا ابالغ والله اذا قلت ، ولا حتى كحيوانات ، وتم اقفال ملف التحقيق معي نهائياً على ما سبق ، وصدق علي اعترافاتي السابقة في المحكمة الشرعية في بريدة ، عند القاضي ( الربيش ) ، وكان هذا في بداية العام 1426 هـ ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم ألتقي بالمحقق إلا مرتين ،
أما الاولى : فقصته هي اني بعد ما خرجت من الزنزانة الى الجماعي ، أشار علي أحد الاخوة أن أكتب خطاباً ، أطلب فيه تعويضي عن الأضرار المالية الجسيمة التي لحقت بي ، بشكل متعمد من المباحث العامة ، فذهبت وقدمت الخطاب ، فغضب المحقق / ابو الوليد هادي القحطاني ،، غضباً شديداً ، وقال : من انت حتى تطالب الدولة بتعويض ، فقلت له : على كل حال انا لا اريد منك شيئاً ، ولكن اطلب بسداد الدائنيين الذين بدأوا يطالبون اهلي بحقوقه ، بل وأدخل احد اصدقائي التوقيف ، لأنه كان كفيلاً غارماً لي عند شركة تايوتا ، وأنتم تعرفون حقيقة وضعي المادي جيداً ، فقال لي سأرفع لك ، ولكن كمساعدة من الدولة وليست تعويض ، فقلت له لا يهم ، المهم ان يأخذ الناس حقوقهم ، وبعد حوالي عشرة أشهر من ذلك أرسلوا لي عن طريق رقيب السجن ، مبلغ اثني عشر ألف ريال فقط ، فرفضت استلام الشيك ، وقلت انتم تستهزئون بالناس ، مع العلم انكم تعرفون صعوبة وضعي المادي ، وأني لا اجد ما أصرف به على نفسي ، داخل السجن ، ولا على أطفالي المشتتين خارج السجن ، تقومون بإرسال هذا المبلغ التافه ؟؟ ،
أما المرة الثانية : فقد استدعاني المحقق نفسه ، وعرض علي أن اقدم له معلومات عن الشباب داخل السجن ، ويتم اطلاق سراحي ، وأن استمر بالعمل مع المباحث بعد خروجي من السجن ، ويقومون مقابل ذلك بسداد ما علي من ديون ، فرفضت ذلك مباشرة وقلت له : لا تفكر في هذا الامر نهائياً ، فهذه الاعمال لا تليق برجل يعرف معنى الرجولة ، وأنتهى الأمر على ذلك ،
والآن بعد مرور أكثر من ثمانية سنوات ونصف السنة ، لم يتم عرضي على أي محكمة من أية نوع ، وأنا في الحقيقة لا أعول على هذه المحكمة المزعومة ( المحكمة الجزائية المتخصصة ) ، وأعرف عن هذه المحكمة من المعلومات ، ما يجعلني زاهداً في عدالتها ، ولكن ارجوا الفرج من الله وحده عز وجل ، وطول السنوات الماضية مورس ضدي – كما هو الحال مع الآلاف غيري – أشكال شتى من الضغوط النفسية ، من التهديد المستمر بإحضار عسكر الطوارئ ، والضرب والإهانة ، التي استحي من توصيفها ، الى سب آباءنا والاعتداء على العورات ، والدوس على المصاحف أمام أعيننا ، وهذا حصل مرات عديدة بدءاً بسجن الصفراء بالقصيم ، مروراً بالجريمة الكبرى التي حصلت في سجن الملز بتاريخ : 7 / 6 / 1428 هـ والتي والله لو أنني شهدتها وعشتها بنفسي ، لما صدقت ما حصل فيها ، ثم الإهانات المتكررة التي لا تكاد ان تنقطع حتى تتجدد في سجن الحائر ، وآخرها وليس آخراً ما سمع عنه العالم كله ما حدث في جناح ثلاثة في سجن الحائر القديم بتاريخ : 23 / 9 / 1433 هـ بل وأردى من ذلك واغرب ،
حتى الزوار الذين يأتون لزيارتنا ، لم يسلموا من الإهانات والتنكيل ، خاصة النساء ، وخاصة الزوجات ، وكأنهم يقولون لهم ، انتم متضامنون مع هؤلاء ، إذا لابد أن تنالوا نصيبكم ، حتى قررت أخيرا ، الامتناع عن الزيارات ، وخاصة الزيارة الشرعية الخاصة ، وأقولها والأسى يملئ قلبي ، أن زوجات الموقوفين ، يطلب منهم في كل زيارة ، خلع ملابسهن بالكامل ، وأقول بالكامل ، لا مبالغة ، ولكن هي والله الحقيقة ، مع أن اجهزة التفتيش الدقيقة تملئ السجن ، وكثير من السجناء ، أصبحوا يعانون صحياً ، من كثرة وضعهم داخل هذه الاجهزة ، وحسبي الله ونعم الوكيل ،
وأنا الآن كل ما أطلبه منهم ، ان يسلموا لي الأوراق ، التي كانت ضمن أغراضي الشخصية ، والتي فيها بيان ما علي من حقوق مالية ، وأسماء الدائنين ، وعناوينهم ، لأنني اريد قضاء حقوق الناس ، فهم قد انتظروا طويلاً جداً ، وأريد ان أرتاح من هذا الهم ، وحتى الان هم يرفضون إعطائي هذه الورقة ، ولا أدري مالسر وراء ذلك ؟؟ ،
وأنا هنا ، أدعوا كل رجل حر ، يعرف معنى الرجولة ، ويعرف حق الاسلام ، ووجوب نصرة المظلوم ، أن يقوم بما يستطيع ، ويحتسب الاجر عند الله الكريم ، وحقي على رجال ( آل سليمان ) الأوفياء ، أكبر من حقي على غيرهم ، وجاء في البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما ، انه صل الله عليه وسلم قال ( المسلم أخو المسلم ، لا يضلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة اخيره ، كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربةً ، فرج الله عنه كربة ًمن كربات يوم القيامة ، ومن يستر مسلماً يستره الله يوم القيامة ) .
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ،،،،
ملاحظة : ما عايشته وغيري يحتاج الى مجلدات ، لكن الظروف الصعبة داخل السجن لا تساعد على ذلك ، والله المطلع على كل شيء .
كتبه : ابو عمار ناصر بن سعيد بن مذكر آل سليمان العبيدي القحطاني
الجمعة 6 ربيع الأول/ 1434 - الموافق 18 يناير / 2013