الأحد، 7 يوليو 2013

د.سعد الفقيه (مجموعة تغريدات سابقة في تعليقات على أحداث معينة استشرفنا فيها صراع الهوية في مصر )

مجموعة تغريدات سابقة في تعليقات على أحداث معينة
استشرفنا فيها صراع الهوية في مصر

مجموعة تغريدات بتاريخ 23 نوفمبر 2012
  • قلت في بداية الثورة المصرية أن المعركة القادمة معركة هوية وانتماء وأن التيار الثوري غير الإسلامي سيجد نفسه في حلف مع الفلول ضد الإسلاميين
  • وقلت أن الحرية التي فرضتها الثورة سوف تبين عودة الأمة الطبيعية لانتمائها وهويتها وتكشف تجاهل الشعب للتيارات غير الإسلامية رغم إخلاصها الثوري
  • وقلت أن هذه التيارات كان يُسمح لها من قبل النظام السابق ما لا يسمح للإسلاميين لأنها لا تمثل نفس خطر الاسلاميين بسبب ضعف امتدادها الشعبي
  • وقلت أن تحمل هذه التيارات ورموزها من قبل النظام أوجد لها حضورا إعلاميا وسياسيا غير حقيقي ظنت معه أنها هي البديل الطبيعي للنظام بعد سقوطه
  • حين سقط النظام عادت الأمة تلقائيا إلى انتمائها بشكل نسف كل تطلعات هذه التيارات فصعقت وأصيبت بشيء من فقدان الصواب لأنها لم تتحمل الحقيقة
  • فقدان الصواب أدى بتلك التيارات لأن تصادم الشعب نفسه دون أن تعلم وأن تجد نفسها في تفاهم غير مقصود مع بقايا الفلول وهو ما سيعجل بحرق أوراقها

مجموة تغريدات بتاريخ 2 ديسمبر 2012
  • قلت وكررت أن ما يجري في مصر متوقع وحتمي لأن توفر الحرية في المجتمع المصري يدفع تلقائيا لتمايز واضح في الانتماء واستقطاب حاد في الهوية
  • والهوية الدينية اذا تشكلت بصورتها الشاملة بمنضومة اجتماعية سياسية تكتسب في مثل المجتمع المصري قوة ذاتية هائلة لأنها منسجمة معه بشكل طبيعي
  • هذه القوة الذاتية من الطبيعي أن ترعب الطرح العلماني وتصيب أصحابه بالارتباك بل وتدفعهم للتحالف مع الفلول لأنهم حليف واقعي ضد خطر الإسلام
  • الخلاف على قضايا مصيرية حصل في كل الثورات ولا مفر من إقرار الجميع باستحالة الاجماع ولا بد للطرف الأقرب لضمير الشعب من الحسم وتحمل العواقب
  • والحسم حتى مع دفع ثمن ليس خطأ، بل الخطأ التردد واعتقاد أن الحوار يصنع الإجماع، وكلما تأخرالحسم زاد الثمن أضعاف ما كان يمكن أن يدفع بالحسم
  • بهذا الاعتبار أخطأ مرسي حين تأخر في الحسم فأعطى الفلول فرصة لاختراق الثورة ويخطيء الآن في سعيه لإرضاء المخالفين بالتنازل عن بعض المواقف
  • صحيح أن القائد يجب أن يسدد ويقارب في مواجهة التحديات المحلية والعالمية لكن عند استحالة المقاربة يجب أن يكون حاسما وإلا فتح الباب للفوضى

وهذه تغريدات بتواريخ مختلفة

  • 30 يوليو 2011  الوجدان الديني  المصري سوف يفهم المواجهة بشكل مختلف عما في الإعلام وميدان التحرير ويدفع باتجاه استقطاب ساخن

  • 14 اغسطس 2011 الشعب المصري لا يزال تحت احتلال ثقافي (سلب الهوية والانتماء) بعد سقوط مبارك والشعب المحتل يقبل بتأخير الحريات لصالح إخراج المحتل

  • 10 سبتمبر 2011 الثورة في مصر لم تكتمل والروح الثورية الحالية مثقلة بمعاني الهوية والانتماء الاسلامي وسترى انفجارا ثوريا آخر بهذا المعنى قريبا

  • 2 نوفمبر 2011  مصر عاجلا أو آجلا سيحصل فيها مواجهة حقيقية في معركة الهوية والانتماء وستصفوا للإسلاميين لأنها لم تصفُ بعد

  • 4 نوفمبر 2011  قلت منذ نجاح الثورة أننا مقبلون في مصر على معركة هوية، واشتياق الأمة المصرية للانتماء الإسلامي الواضح هائل ولن تستوعبه الأحزاب
  • 8 نوفمبر 2011  مصر -والله أعلم- مقبلة بقوة على صدام حول الهوية والانتماء والمسؤولية بطريقة تتجاوز حسابات الأحزاب والتكوينات السياسية
  • 2 ديسمبر 2011  ذكرت سابقا ان مصر ستكون فيها معركة الهوية قوية جدا وسيتحول الشعب بقوة لصالح الدين بقيادات كاريزمية تسحب البساط من الاحزاب

  • 1 ابريل 2012 مصر لن يكون الحدث المهم فيها انتخاب الرئيس بل سيكون معركة بين من يطرح الإسلام بهويته وانتمائه الكامل مقابل من يطرح الإسلام المائع

  • 5 ابريل 2012  الثورة الحقيقية ستكون صراعا على الانتماء وليس على الاجراءات والشعب المصري مشتاق لعشيقه الاسلام الذي فصل عنه (سياسيا) على مدى عقود
  • 6 ديسمبر 2012  قلت وكررت أن ما يجري في مصر متوقع وحتمي لأن توفر الحرية في المجتمع المصري يدفع تلقائيا لتمايز واضح في الانتماء واستقطاب حاد في الهوية

ولمن يرغب هذه روابط تعليقنا على نجاح الثورة وعلى انتخاب مرسي

د.سعد الفقيه (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)

عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
الفائدة الأولى: تصفية الراية بعد مواجهة في الهوية والانتماء
المواجهة الحاصلة الآن سبق أن استشرفناها كما جاء في روابط التغريدات السابقة وحصلت الآن بنفس الحجم ونفس العمق الذي توقعناه. وسبب قطعنا بحصولها إدراكنا وجود قوتين لا يمكن أن تقبل إحداهما بهيمنة الأخرى
القوة الأولى تيارات تؤمن بالمرجعية الإسلامية والهوية الدينية أثبتت قوتها باتكائها على رصيد شعبي هائل يمثله الوجدان المصري الذي عاد لانتمائه الاسلامي بعد أن أزاحت الثورة الحواجز المصطنعة بينه وبين هويته وانتمائه. لكن هذه التيارات محرومة في هذه المرحلة من الإعلام والمال والقوى الأمنية والعسكرية
القوة الثانية تيارات لا تقبل الهوية الدينية ولا المرجعية الإسلامية وهي خليط من العلمانيين والليبراليين واليساريين وجدوا أنفسهم في خندق واحد مع فلول النظام السابق وعملاء إٍسرائيل. ورغم أن هذه التيارات ليس لها امتداد شعبي لكن لديها الدعم المالي (الخليجي) والدعم الإعلامي والقضائي والأمني والعسكري من بقايا نظام مبارك.  
ومهما تلطفت التيارات الإسلامية فلن تستطيع أن تنفي بنيوية الدعوة إلى الهيمنة في الإسلام بالنصوص القطعية الصريحة وفي أصل التربية الإسلامية، ومهما تلطفت التيارات العلمانية والليبرالية فلن تنفي بنيوية مبدأ الفوقية على كل الأديان خاصة وأن "النظام العالمي" معها.
وبذلك فإن وجود تيار متسلح بوجدان الشعب وروحه الإسلامية المتدفقة مقابل تيار متسلح بالمال والإعلام والقوة العسكرية والأمنية والنظام العالمي يعني أن المواجهة يستحيل تفاديها.
ونحن في الحركة لا نستغرب إقدام التيارات المعارضة للوجدان الشعبي على استخدام الجيش والإعلام والقضاء والدعم الخارجي ولا نستغرب مبادرتهم بقمع الإسلاميين وإغلاق القنوات لأن الهيمنة العلمانية تقتضي إسكات الصوت الإسلامي اذا كان خطرا.
هذا الصدام رغم ما فيه من ثمن فإنه ضروري لتصفية الثورة وتنقية الهوية والتحام نتيجة الثورة مع وجدان الشعب ومراد الأمة الحقيقي.
أما نحن في بلاد الحرمين فقد تفادينا صدام الهوية منذ انطلاق المشروع الإصلاحي وذلك بمبادرة التيارات الإسلامية بحمل راية الإصلاح واضطرار التيارات العلمانية أن تحالف النظام مبكرا. وحتى لو حصلت مواجهات فلن تكون لأسباب الهوية والانتماء والحمد لله
الفائدة الثانية: حتمية الضبابية بعد الثورات الشعبية التي بدون قيادة
الثورات الشعبية التي تتحرك تلقائيا ولا يقودها رمز محدد ولا تنطلق ببرنامج واضح سوى إسقاط الطاغية لا مفر من أن تمر بمرحلة من الضبابية والاضطراب وتتابع المواجهة .
والثورة المصرية تكررت فيها المواجهة عدة مرات بدرجة غير كافية لحسم الاضطراب والضبابية، ولا بد من مواجهة عميقة وشاملة تحسم الخلافات حتى ينسجم التوجه في نهاية المطاف مع روح الثورة الأصلي ووجدان الشعب الذي تحرك من أجله. وصحيح إن المواجهة الحالية أقوى وأعمق من كل المواجهات السابقة لكن لا يمكن الجزم بأنها هي التي ستحسم الصراع وتنهي الضبابية.
ومن هنا فإننا حذرنا كثيرا من أن التغيير في بلادنا يجب أن يكون بقيادة وبمنهج وبرنامج حتى نتفادى هذه الضبابية ويتم قيادة المرحلة الانتقالية بكفاءة وانضباط.

الفائدة الثالثة: حتمية تدخل قوى الطغيان والظلم لصالح بقايا النظام  
الأنظمة التي تخاف من آثار ثورة مصر ومن القيادة الإسلامية النزيهة من الطبيعي أن تحارب الثورة وتسعى لإجهاضها سواء بمحاصرة النظام الذي أفرزته الثورة أو بدعم خصومه. وهذا أمر طبيعي يحصل لكل الثورات الشعبية فالثورة الفرنسية حوصرت وحوربت من قبل كل القوى الملكية في أوربا خوفا من أن تنتقل عدوى الثورة لها. وهذا ما فعله آل سعود وحكام الإمارات بتنسيق مع إسرائيل وأمريكا فقد حاصروا حكم مرسي بقطع المساعدات والنفط ودعموا خصوم مرسي بالمال والإعلام والتنسيق المباشر.
ونصيحة لأنفسنا ولكل الساعين للتغيير في العالم العربي أن يضعوا كل الاحتياطات التي تمنع التدخلات الخارجية من إجهاض الثورة أو إعادة الظلمة والطغاة وأزلامهم
الفائدة الرابعة: تردد وضعف مرسي وفريقه ساهم في تمكين الخصوم
بعد مرحلة التخلص من طغيان طويل الأمد لا يصلح مراعاة أركان النظام السابق سواء كانت سياسية أو عسكرية أو أمنية أو قضائية أو إعلامية ولا سلامة للثورة إلا باجتثاثها.
والهدف من ذلك ليس حماية الحاكم الجديد ولا حكومته ووزرائه بل الهدف إنجاح الثورة بمرادها الاستراتيجي وإحداث تغيير حضاري كامل و تحول تاريخي في تفكير الشعب ورؤية المجتمع للدولة والسلطة. لكن مرسي وفريقه لم يدركوا ذلك وجاملوا الخصوم كثيرا بحجة أنهم يتعاملون مع ما يسمى الدولة العميقة فأعطوا الخصوم الفرصة الكاملة لأن يرتبوا صفوفهم ويستخدموا الإعلام والقضاء والأمن والجيش ضده وضد المخلصين للثورة.
ومن هنا فإننا في برنامجنا في المرحلة الانتقالية كنا واضحين أن لا مساومة في بقاء أي أثر للنظام السابق ولا بد من تطهير البلد من آثاره.