الجمعة، 3 مايو 2013

عائلات الحودلي اليمنية تخشى انتقام السعودية


تلقت منظمة الكرامة شكوى من عائلات الحودلي اليمنية تفيد بتعرضها لتهديدات ومضايقات مستمرة، على خلفية إدلائها بشهادات مصورة يجري بثها منذ أيام على قناة العصر الفضائية، في سياق فيلم وثائقي، يحكي مأساة هذه العائلات على أيدي عناصر الأمن السعودية، بدأت بالاحتجاز التعسفي مروراً بالتعذيب وسوء المعاملة، وانتهاءً بترحيلها قسراً إلى اليمن.
وعبرت عائلات الحودلي عن خشيتها من أي رد فعل انتقامي تقدم عليه السلطات السعودية ضدها، بما في ذلك استخدام نفوذها في اليمن، مستغلة الأوضاع الهشة في البلاد، أو الضغط على الحكومة اليمنية لاتخاذ أي إجراءات تعسفية انتقامية بحق هذه العائلات.
وبالعودة إلى تفاصيل مأساة الحودلي، أقدمت السلطات السعودية مطلع العام 2009، على اعتقال العشرات من أفراد العائلة، ينهم أطفال ونساء، كما اعتقل العشرات من أقاربهم، وزجّ بهم في السجون، لا يزال بعضهم رهن الاحتجاز التعسفي حتى اللحظة، كرهائن، لمجرد الاشتباه بأن أحد أفراد هذه العائلة يحمل علامات شخص يطلق عليه "المهدي"، بحسب روايات دينية، تخشى السلطات السعودية أن يؤدي ظهوره إلى زعزعة نظام الحكم في البلاد، أو إثارة حالة من الاضطرابات على غرار الأحداث الشهيرة التي هزت المملكة عام 1980، عرفت بأحداث "جهيمان".
وبرغم غرابة التهمة، إلا أن مأساة عائلات الحودلي اليمنية، التي جاءت على لسان الضحايا أنفسهم، تسلط الضوء على جانب من انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، ذات طابع ديني وسياسي في آنٍ واحد.
وكانت عائلة الحودلي اليمنية هاجرت إلى السعودية في خمسينيات القرن الماضي، وأقامت في مكة المكرمة قرابة نصف قرن، وفي الوقت الذي كانت تنتظر حصولها على حق الجنسية، بموجب القانون السعودي، إذا بها تجد نفسها خلف القضبان، تتعرض لأبشع صور الإهانة والتنكيل.
وتجدر الإشارة إلى وجود مئات المعتقلين اليمنيين، المقيمين في المملكة العربية السعودية، يتعرضون لأشكال مختلفة من الاضطهاد، تشمل الترحيل القسري، والاحتجاز التعسفي الذي يمتد لسنوات طويلة، يتعرضون خلاله - في الغالب- لسوء المعاملة و / أو التعذيب، الذي يؤدي في بعض الحالات، التي وثقتها الكرامة، إلى الوفاة تحت التعذيب.