"جريمة في حق المعتقلين والتعدي باللسان على أعراض أفراد جناح كامل"
حدث في شهر ذي القعدة من ١٤٣٢هـ وكنت أنا كاتب هذي السطور أحد الضحايا والمعتدى عليهم ، والذي حدث كالتالي :
في أحد الأيام وقبيل الغروب بقليل انطفأ الكهرباء في جناح السجن فقام الإخوة ينادون بعضهم من خلف الأبواب يسلمون على بعض ، فأتى العسكري من الكاونتر ودخل الجناح وأمرالشباب بقطع الصوت بأسلوب غليظ فرد عليه أحد الشباب قائلا دعنا نسلم على بعضنا،
فقال العسكري باستفزاز:
أقطع الصوت أحسن لك أنت وياه.
فرد عليه الأخ:
أنت أقطع الصوت، فقام العسكري بالسب والشتم وقال:
"أنت وخويك اذهبوا للحمام وكل واحد مع جنبه"
-أي افعلوا ببعض الفاحشه-
فرد عليه الأخ:
ما هذا الكلام.
ثم قال العسكري : كلامًا "فاحشاً" أنزه لساني عن قوله وأذانكم عن سماعه، فلما سمع الإخوة هذا الكلام الذين في الغرف الأولى من ١إلى ٤ تكلموا جميعًا مستنكرين هذا الكلام فقام الإخوة بمناداة الجوير مع الأبواب ويضربون الأبواب ويقولون نطالب بحقنا في الشرع.
وكان الضابط المناوب في تلك الليلة هو المتغطرس أحمد فايد الشملاني فجاء ومعه العسكر المقنعين "الشبيحه" الذين يطلق عليهم "قوات فرض النظام" وقاموا بضرب الأبواب علينا وفتح الشبابيك ويقولون:
"اقطع الصوت ياحمار.. اقطع الصوت ياكلب"
عند ذلك توقف بعض الغرف عن مناداة الجوير وطرق الأبواب والبعض استمر في مطالبته ويقول هذا كلام في العرض ونحن نطالب بحقنا في شرع الله ، ولما رأى الشملاني إصرار الشباب بمطالبتهم للجوير وعدم الالتفات لتهديده وعدم خوفهم منه قام بسحب القوة التي معه من الجناح بالكامل عند ذلك بقي الجناح بدون عسكر واتفق الشباب فيما بينهم من وراء الأبواب أن لا يستقبلون العشاء حتى يأتي الجوير ويقابلونه شخصيًا ويؤخذ لهم حقهم من هذا العسكري وبعد ذلك بساعة رجعت الإضاءة إلى الجناح فانتظر الشباب فلم يأتِهم أحد وتركونا بلا عشاء . وفي الساعة ١١:٣٠وبعد أن نام الكثير من الشباب سمعنا باب الجناح يفتح وصوت كلبشات وقيود ترمى على الأرض، عندها سمعنا صراخ العسكر المقنعين "الشبيحة" وغيرهم ويدخلون الغرف غرفة غرفة ويقومون بوضع الكلبشات بأيدينا وجعلهاخلف الظهر وكذلك تقييد أرجلنا ثم قاموا بضربنا بأيديهم وركلنا بأرجلهم ونحن ممددين على الأرض ؛ والضرب والركل يشمل جميع أنحاء الجسد وحتى الوجه لم يسلم منهم وكذلك داسونا بأرجلهم زيادة في الإهانة ويتلفظون علينا بألفاظ سيئة منها "ياحمار ياكلب ياخنزير" فإذا انتهوا من الغرفة الواحدة يقومون بإيقافنا ويقولون اركض ياحمار ويذهبون بنا إ لى جناح A و B الانفرادي وأخذوا بهذه الطريقة خمس غرف وهي غرفة ١و٣و٩و١١و١٠ واختاروا هذه الغرف لأنهم لما أتوا في المرة الأولى لإسكات الشباب رفض الإخوة في هذه الغرف أن ينتهوا عن المطالبة بحقهم وأثناء هذا الهجوم رأينا من الضباط النقيب محمد شاهر الشمري رئيس شؤون النزلاء والنقيب فهد برجس الدوسري والنقيب أحمد فايز الشملاني والملازم أول رائد السحيمي وكان مدير السجن صالح الجوير موجود في الكاونتر يتابع في الكمرات ويمرون بنا العسكر من عنده ورآنا ونحن نضرب ويأمروننا بالجري وفي كل كاونتر نمر من عنده العسكر المتواجدين فيه منهم من يشارك في الضرب ومنهم من يتلفض.
وبعد أن أخذونا إلى جناج A و B الانفرادي وأدخلونا في الزنازين وجعلوا في كل زنزانة اثنان من الإخوة وأمرونا بالوقوف وعدم الجلوس تحت حراسة العسكر على كل غرفة وبقينا واقفين حتى قبيل الفجر على الأرض الإسمنتية بدون أحذية والمكيفات شغالة ومنعونا من الذهاب إلى دورة المياة وقالوا هذه أوامر جاءتنا حتى يأتي الأمر الأخير "يعني المدة مفتوحة" وتركونا على هذه الحالة حتى قبيل الفجر وعند الصباح أعطونا بطانيات
وفي الغد في الساعة الثانية عشرة ليلاً كل من النقيب محمد شاهر الشمري والنقيب أحمد فايز الشملاني ومعهم مجموعة من العساكر وبعض المقنعين ومعهم كمرات التصوير ويدخلون علينا في الزنازن ويسألوننا عما حدث !!!
فإذا قال الإخوة:
"بدل ما تأخذون لنا حقنا نضرب ونؤذى" فيتكلم المقنعون "الشبيحة" ويقولون اسكت وإلا ستضرب وبصمونا على أوراق على أن لا نطرق الأبواب مرة أخرى وقالوا لنا إذا لكم حق ستأخذونه
-أقول في نفسي كيف سآخذ حقي وأنتم من صادر حقي ومازلتم تمارسون الظلم... حسبنا الله ونعم الوكيل-
أما بقية الأخوة الذين بقوا في الجناح جاؤهم في الليلة الأولى بالعشاء ومعهم المقنعين السود "الشبيحه" فإذا أستلم الأخوة العشاء تركوهم ومن يرفض العشاء احتجاجاً يأخذونه بنفس الطريقة والمعاملة التي عوملنا بها وبقينا في الانفرادي لمدة شهرين ونصف ٧٥ يوم ، وكانت المعاملة سيئة بشكل عام وحرمونا من الكتب والملابس والشاي فترة من الزمن .
أسماء الشباب الذين ضربوا هم :-
١-سعيد العلواني
٢-عبدالله محمد العوفي
٣-عبدالرحمن العمر
٤-بدر محمدالحربي
٥-ماجد عبد الله المطيري
٦-عمر صالح الحبيشي
٧- طارق رجب ٥٣ سنة
٨- عبد العزيز المديد
٩-يوسف المديد
١٠-خالد سمران الصاعدي الحربي
١١-سلطان الرفاعي
١٢- عثمان القربان
١٣-مازن وصل الشريوفي
١٤- بندر السديري
١٥-أنور سعيد الغامدي
١٦- جبر منصور الجبر
١٧- سلمان الرشودي
١٨- عبد المجيد الرشودي ١٩- عادل نافع الصاعدي
٢٠- يوسف الرحيلي
٢١- هاني مهنا الرحيلي
٢٢-هاني دخيل الرحيلي
٢٣- عاطف الصاعدي
٢٤- ناصرعواد الجهني
هذا ما أتذكره من الأسماء كنا تقريبا ثلاثين شخصا.
وهذه مأساة من مآسي سجن القصيم الطرفية التي تنتهك فيها حقوقنا
فهي حقوق في الإسلام وفي الشريعة وحقوق في الإنسانية و الأعراف الدولية .
إخوانكم في معتقل الطرفية ١٤٣٤/٦/١٨هـ