الجمعة، 21 يونيو 2013

تفريدات الدكتور محمد طرهوني حفظه الله ( معتقل سابق في سجون المباحث السعودية ) عن الزيارات والتفتيش المهين لزوجات المعتقلين في سجون الظالم ابن سعود

د.محمد طرهوني 

ننتقل الآن إلى حقوق مشتركة بين السجين وبين ممن لا ذنب له وهم أهله الضعفاء المقهورون وتنقسم إلى ثلاثة أقسام

الزيارة العامة :
وهذه ترتبط بما تقدم من ظلم السجين وأهله بسجنه بعيدا عن منطقتهم حيث يعذبون أشد العذاب في رحلة الانتقال .

ثم بعد ذلك لك أن تتخيل زيارة واحدة في الشهر بتمامه وربما كل خمسة أسابيع ولمدة نصف ساعة فقط أو أقل لكل الأسرة مهما كان عددهم

وسواء أكان له أطفال يحتاجون شيئا من الوقت أم لا وسواء ألديه مشاكل أسرية أم لا أو مشاكل مادية وحقوق أم لا

ثم يجلس معهم رقيب ليكمل مسلسل الإزعاج الذي يبدأبالسفر الشاق لمدة تزيد عن ثلاثةأيام أحيانا ثم التفتيش المهين في الدخول والخروج

وفي بعض السجون توجد كاميرات مراقبة مخفية في جهاز صوت الأذان أو إنذار الحريق أو الساعة إذا وجدت ساعة حائط

بالإضافة إلى وجود أجهزة تنصت في غرف انتظار الزوار وفي غرف الزيارة أيضا وقد أخطأ أحد الجنود وأدخل سجينا غرفة لينتظر فيها

فأخبرني الأخ أنه وجد بها جهاز الاستماع فسمع صوت أمه وأخته وهما تتحدثان في غرفة الانتظار وسائر الأصوات حولهما

ومع كل ذلك توقف الزيارة أيام إجازة عيد الفطر وعيد الأضحى بخلاف السجون العامة التي تفتح فيها طيلة العيد

ولأجل تلك المشقة طلب كثير من السجناء من أهلهم عدم المجيء شفقة عليهم ، فمنهم الكبار والمرضى الذين لا يتحملون ماتقدم .

ثم يحاسب السجين على كل كلمة قالها هو وأهله في الزيارة مما لا ترضاه الإدارة وتسجل عليه المخالفة ويعاقب عليها وربما بالحرمان .

إضافة إلى أن العسكر يؤذون النساء في الزيارات ويعاكسونهم ويحاول بعضهم إركاب التي تأتي وحدها بسيارته

ووصلت الوقاحة وانعدام الرجولة ببعضهم أن سمع أحد الإخوة أحدهم يقول لرفيقه إذ تمر بهما النساء (خلينا نكحل عيوننا)

ومما وقع معي في هذا المجال ماتعرضت له خلال السنة الأخيرة في سجن المدينة فلا تكاد تخلو زيارة من مشاكل واستفزازات لي ولأهلي .

ولكم أن تتخيلوا أسرة مكونة من قرابة أربعين فردا تمنح لهم زيارة نصف ساعة ماذا يمكن أن يطرح في هذه اللحظات القليلة .

لقد كان ينصرف زواري وأكتشف أني لم ألتفت بكلمة لبعضهم والغرفة التي تتم بها الزيارة كأنها زنزانة متران في ثلاثة تقريبا .

وقد حصلت مواقف في الزيارات انهار فيها أكثر من ابنة من بناتي الكبيرات نصب عين المفتشة وتحت سمعهم فما راعوا ذلك فلا قلوب لهم .

وكم من مرة تكون هناك مشكلات تحتاج لوقت للتشاور فيها ولكن لا إحساس . ومعنا مع كل ذلك سجانة وقد صدر منها ما لا يمكن تخيله .

ذات مرة كانت معنا إحدى السجانات وعند انصراف زوجتي كالعادة قبلتها توديعا لها عند الانصراف بعد أن فتح العسكري الباب .

فإذا بالسجانة ولعلها كانت حديثة عهد بفيلم أو عندها مشكلة جنسية تكتب تقريرا تسبب في سجني انفراديا ومنعي من الزيارة والاتصال .

ثانيا :الزيارة الخاصة :
بدلا من أن تكون أسبوعية كما في السجون العامة يخرج السجين لأهله الخميس والجمعة فإنها زيارة يتيمة

وتكون الزيارة كل شهر أو خمسة أسابيع ولمدة ثلاث ساعات فقط وغالبا لا يقضيها السجين كاملة بسبب خلل النظام فتكون ساعتين مثلا

وذلك بعد عناء المجيء ولا بدمن مجيء رجل مع الزوجة وعليه أن ينتظر خارجا هذه المدة مهما كان مرهقا بسبب السفر أو السن الكبير

ثم التفتيش من أقذر ما يكون وفيه من الإهانة ما الله به علي حتى إن بعض السجانات تدخل يدها بين إليتي المرأة أو تتحسس فرجها

وبعضهن تطلب منها خلع جميع ملابسها قبل ذلك سوى العباءة ثم تتحسسها حتى تتأكد انه لم يبق شيء تحتها وغير ذلك مما لا نطيل بذكره

وذلك كله على الرغم من كون السجين يتم تفتيشه مرتين قبل دخوله الزيارة وبعد خروجه منها سواء العامة أو الخاصة

ويكون هذا التفتيش يدويا وأكثر من مرة وبالعصا الكهربائية ثم يدخل على جهاز الأشعة الضار بالصحة أيضا قبل الزيارة وبعدها

ولا يسمح له بأخذ أي شيء معه في الزيارة حتى الماء للشرب الذي لا يوجد في غرف الزيارة في بعض السجون

ولأجل الإرهاق والتعب النفسي والمدة التي لاتكفي لمدارسةالأمور والإشباع العاطفي مع الحياء من بعض الأهالي والسجناء يرفضها الكثير

وكثير له سنوات لم يحصل على أي زيارة ومنهم من اضطر لتطليق زوجته لأجل حقها الشرعي الذي لايوفر القليل منه إلا بهذا الذل والمهانة

هذا بالإضافة إلى ضيق المكان وقذارته وعدم توفر طعام فيه ويمنع دخول الأطفال وكأنه لا يوجد لهم حقوق في الجلوس مع أبويهم

ثم إن هذه الزيارة لا يسمح للسجين المطالبة بها إلا بعد ستة أشهر من سجنه مع الفترة التي بعد ذلك حتى تسمح له الإدارة

أضف إلى ذلك حرمان السجين وأهله من الزيارة الخاصة طيلة شهر رمضان وحتى تنتهي إجازة العيد بالرغم من دوام الإدارة المفتوح

ثم حرمانهم أيضا طيلة إجازة عيد الأضحى مما يضيع عليهم زيارتين كل سنة كما أنه يتم حرمان الحائض والنفساء من الزيارة

بالإضافة إلى الظروف الطارئة التي تحصل ولايسمح بتغيير الموعد فربمالم يسلم للسجين إلا ثلاث أو أربع زيارات سنويا مع كل هذا الهم

وبالنسبة لي في ذلك فأنا وهم في حفلة خاصة في سجن المدينة وأذكر من ذلك أنني لا أستطيع تحديد موعد زيارتي حتى أضرب

في كل موعد حسب النظام لابد أن أضرب بسبب لا مبالاتهم بانتظاري وانتظار أهلي طوال الشهر وعدم مراعاتهم للظروف .

وذات مرة أتاني زوجتان من المدينة لجدة في موعد واحد لعدم الضبط فحرمني ضابط حقود عنصري اسمه بندر يحرمني من الزيارة .