السبت، 8 فبراير 2014

شؤون استراتيجية ‏@Strategyaffairs عن : رغبة السعودية في إسقاط الإخوان من المعادلة السياسية في اليمن

 شؤون استراتيجية @Strategyaffairs

-في عام ٢٠٠٤ أعلن الجيش اليمني قضائه على مجموعة صغيرة تسمى الحوثيين والآن طلائع القوات الحوثية على 
مشارف العاصمة صنعاء .. ما الذي حدث ؟

  التجربة الوظيفية الناجحة لحزب الله في لبنان جعلت إيران تكرر نفس المشروع في اليمن وبنفس الاستراتيجية 
والأسلوب والشعارات

إيران استثمرت وجود شيعة لبنان لإيجاد حزب الله واستثمرت الحرب الأهلية لتمدده واستثمرت الصراع مع إسرائيل لترسيخ وجوده كضلع في محور

المقاومةالمشروع الحوثي استثمر الحاضنة الشيعية لترسيخ وجوده ثم الثورة لتمدده ولم يبقى إلا انضمامه للمحور الإيراني الجديد في الحرب على الإرهاب!

إعلاميا اتبع عبدالملك الحوثي نفس أساليب حسن نصر الله الخطابية عبر الحشد الجماهيري وشعارات المقاومة وحتى في طريقة هتافات الجمهور

 -مشكلة الحوثيين أنهم لا يحضون بجوار دولة حليفة كما هو حال حزب الله مع سوريا ولذا قامت إيران باستئجار جزر أرتيرية مجاورة كمركز دعم للحوثيين

استراتيجية الحوثيين في البداية اعتمدت على كسر إرادة الدولة حتى تقبل بوجودهم ولذا خاضوا ٦ حروب متتابعة انتهت بالإعتراف بهم كما أرادوا

السعودية اعتمدت على دعم النظام للقضاء على الحوثيين ولذا هاجم الحوثي الأراضي السعودية وانتهت الحرب بتفاهم خاص بعدم الاعتداء من كلا الطرفين

أمريكا لم تتدخل أثناء الحروب المتتالية بين النظام والحوثيين ولكن عندما رأيت أن ذلك يستنزف قوة الجيش على حساب قتال القاعدة أمرت بوقف الحرب

الحوثيون هم أكثر طرف استفاد من الثورة اليمنية فمن خلالها ظهروا على السطح وسيطروا على محافظة صعدة 
ودخلوا لصنعاء تحت شعار الثورة  عبر اتفاق الطائف 

تمكن حزب الله من نسج تحالفاته التي مكنته من الهيمنة على مفاصل الدولة وهو تأثير مشابه لما قدمته المبادرة الخليجية للحوثي

تحالفات حزب الله مع الدروز والموارنة والقوميين هي نفس مبدأ تحالفات الحوثي مع الزيدية والهاشميين والجنوبيين فكلاهما يلعب على تناقضات بلده 

دخول الحوثيين على خط المعادلة السياسية في اليمن مكنهم من اختراق أجهزة الدولة وبالأخص الجيش كما فعل حزب الله في بداية مرحلته السياسية

 المشروع الحوثي انتهى من مرحلة الصمود ثم مرحلة التحالفات والاندماج في الدولة وبقي أن يتأهب لدوره في المحور الإيراني لمكافحة الإرهاب!

-من أجل تأمين ظهره ليلعب دوره الحيوي في حلف المقاومة حرص حزب الله على ربط قواعده في الجنوب بالعاصمة بيروت وهذا ما يسعى إليه الحوثي الآن!

ربط العاصمة بعمق الكيان الحوثي هي نفس استراتيجية حزب الله لمواجهة إسرائيل أي أن الحوثي يهندس تحركاته بحيث يتمكن من مواجهة السعودية لاحقا

 الحوثي استغل الثورة في تأسيس "ضاحية جنوبية" في صنعاء وبقي أن يربط هذه الضاحية بمركز ثقله في الشمال ولذا تتوجه قواته الآن نحو صنعاء

لا أعتقد أن الحوثي سيسيطر على العاصمة صنعاء بل سيكتفي بمراكز تواجد عسكري كما فعل حزب الله في بيروت فالهدف هو التحكم بالدولة وليس احتلالها

الوجود الجزئي للحوثي في صنعاء سيمكنه من ابتزاز النظام ليلغي أي توافق سياسي ضد مصالحه كما فعل حزب الله في أحداث ٧ أيار ببيروت

المشروع الإقليمي للحوثي سيبدأ فور انتهائه من غرس نفسه في أعماق الدولة اليمنية فعندها سيكون دولة داخل دولة كما هو حال حزب الله الآن

بعد التقارب الأمريكي الإيراني تحولت إيران من محور المقاومة إلى محور الحرب على الإرهاب كما تروج له الآن في العراق وسوريا ولبنان واليمن

المحور الإيراني الجديد تمثله العبارة التي يكررها الإعلام الإيراني مؤخرا : حزب الله ولواء أبي الفضل والمالكي والحوثي يقاتلون التكفيريين!

الحوثي سيكون ضلع من أضلاع المحور الإيراني الجديد وكما تقبل الغرب انخراط حزب الله في حرب سوريا فسيقبلون بأي دور مماثل للحوثي في هذا السياق

كما أن الغرب يرحب ضمنيا بدور المحور الإيراني في قمع ثورتي العراق وسوريا فسيرحب أيضا بأي دور للحوثي في ضبط الساحة اليمنية بما يحقق مصالحه

تقارب الرؤى الاستراتيجية بين إيران والغرب قد يقود لتفاهمات تتماشى مع خطط إعادة تقسيم المنطقة وهذا قد تكون له علاقة بمطالبة الحوثي بمكة

مفتاح تقسيم أي منطقة إما أن يكون حرب إقليمية أو داخلية ووجود الحوثي بجوار السعودية يتيح له التحرك وفق أي سيناريو وتحت أي ظرف

-السعودية لديها مشاكل مستمرة ومتفاوته مع اليمن منذ حكم الأئمة ثم صالح ثم الثورة ولذا كانت وما زالت تلعب بحيث يكون هناك يمن ضعيف بجوارها

رغبة السعودية في إسقاط الإخوان من المعادلة السياسية في اليمن كما في مصر ورغبتها في استنزاف الحوثي جعلتها تحجم عن دعم جهود إيقاف الحوثيين.

السعودية تدرجت مع الملف اليمني بحيث بدأت باجهاض الثورة أولا ثم إخراج القاعدة ثم التوجه لإضعاف الإخوان عبر الحوثي ومن ثم تحصل على جار ضعيف

نمط التفكير السعودي في اليمن تكرر في العراق وسوريا ولبنان وهي جولات خرجت فيها طهران منتصرة بمجموع النقاط وهو فن لا تتقنه الرياض!

والله أعلم
المصدر