الأربعاء، 6 مارس 2013

فيصل الطلق حبسنا بملعب ميدان الرماية ومعركة الملعب


                                              فيصل الطلق ‏
@fisltaleq

سأحكي لكم مسلسل #اعتصام_بريدة وفيها حبسنا بملعب ميدان الرماية ومعركة الملعب :) و دخول دهاليز الطرفية باللباس الأزرق، موعدنا المساء
الإفراجات على ما يبدو جماعية ولم يستثنى منه الشباب الناشط ، ومن عليهم سوابق ؛ فليطمئن الأهالي فإنما هي إجرائات.
بالنسبة للنصف الآخرالذي لم يخرج بعد من سجن الطرفية،من المتوقع أن يخرج منه البقية الباقية في آخر الليل،وهي خطة منهم للتفريق وتلافي الاعتصامات
بدايةً:انطلقت من الرياض الى بريدة لما سمعت هتاف الأحرار في #اعتصام_بريدة لأن تاريخ الكرامة يكتب هناك بأعمار الشباب وبسالتهم ، فأردت التطفل
وصلت اليهم والمشائخ "الأحرار"يدخلون ويخرجون من الإعتصام ، هكذا الشهامة اذا احتفت بالدين
وصلت الى شارع #اعتصام_بريدة وقلبي لا يسعني من الفرح كيف أن الأمة لا تعقم من الأحرار، وهتافاتٌ تطرب القلب ،"فكوا هيلة فكوا هيلة فكوها الليلة…
"الشعب يريد تحرير السجون" كان الأحرار يرددونها بصمود في مشهد مهيب ، وقوات القمع تحف المكان ، لما تغيرت الإرادة كنا نراهم كأدوات وعبيد
كان العدد يتراوح ما بين ٤٠٠-٢٠٠ وكانت معنا نساء حضرن الى الاعتصام ، كان الجو محتقناً والجميع كفر بالمماطلة وآمن بالميدان !
من المميزات في #اعتصام_بريدة أن التيارات ، لأن الهم كان أكبر من الخلافات والقضية أكبر والسيل بلغ الزبى.
جاءت الباصات ، وهتف بنا الجندي يهدد، لكم خمس دقائق ان لم تنصرفوا سنعتقلكم ، اجتمع المعتصمون بشكل سريع واتفقوا على ركوب الباصات بدون مقاومة.
كانت رؤيتهم أننا جئنا لمطالب ، ان لم تنفذ فالسجن لا يرهبنا ولن يرهبنا، بدأوا بلتكبير وتسابقوا على ركوب الباص بعزة وأنفة ، لأنهم أصحاب حق.
انطلقت بنا الباصات لسجن الطرفية وكانت بعضها مستأجرة -ليست تابعة للطوارئ- ، لأن العدد كان أكبر من باصات الطوارئ على ما يبدو.
لم تفتح للباصات بوابة الطرفية ، لأن العدد كبير ولأسباب أخرى منها تخبط حامل القرار ومنفذه ، انتظرنا قليلاً ثم توجهت الباصات الى ميدان الرماية
كان عدد الباصات ٤ وكانت ممتلئة بأصحاب الحق المشروع ، كان المعتقلين السلميين ، يناصحون العساكر عن الظلم بعضهم كان يبدي تعاطفاً واضحاً.
كان باص الطوارئ ، يضج بهتافات الموقوفين المعروفة والمتكررة مثل : الشعب يريد تحرير السجون ، كانت لحظات لا تنسى.
نزلنا عند صالة الملعب المغلق في ميدان الرماية وكانت "فراشات النوم" قد أعدت في هذا الملعب الضخم ، تذكرت كيف ضاقت السجون بالنظام السوري =
= حتى بدأ بوضع المتظاهرين في الملاعب ، ويال للمفارقة ، لم يكن الظالم بحاجة الى ان يضيق الخناق على نفسه بهذه الصورة المزرية به
صلى المعتصمون (الموقوفين)في الملعب واتفق الجميع على الإضراب عن الطعام ، كان المسؤول يدخل الطعام-بالملعب- فيُخرج ويزلزل الهتاف :مضربين مضربين
لكم ان تتخيلوا كيف قضيت هذين اليومين، كانت من أروع أيام حياتي،كانت الهتافات والأهازيج لا تتوقف ، كانت أشبه ماتكون بـ تخييم المراكز الصيفية:)
رغم أن الجميع كان مجهداً بسبب ، الإضراب -التوقف عن الأكل- إلا أن الطاقات كانت متولدة والإرادة موجودة ، لله در الأحرار
أقيمت أمسية بعد العشاء في اليوم الثاني ، كانت مسرحيات كوميدية ، تصور طريقة اعتقالات المتظاهرين وطريقة محاكماتهم بطريقة مضحكة للغاية.
خرجت مواهب رائعة لبعض الشباب ، منها الإنشاد والقصيد ، فأنشد أحدهم غرباء ، وأقام الثاني العرضة بأهزوجة "نحمد الله من بعد السلامة فرج الله …
حمل أحدهم قطعة خشب من أحد الكراسي ، وكأنه مصور يصور الإحتفالية ، كان يؤدي دور المصور بطريقة مذهلة ..
مرت هذين كأسرع ما يكون ، كانت الهتافات "الشعب يريد تحرير السجون" لا تتوقف على مدار اليوم ، وكان الكل يكبر بصوت واحد،، كانوا على قلب رجل واحد
جاء يوم الأحد ذلك اليوم المشهود -بعد الإيقاف بـ ٣ أيام - دخل علينا العميد وقال لديكم افراج ، اجتمع الكل واتفق على عدم الخروج والاعتصام
قالوا : ان مطالبنا لم تتغير ومطلبنا هو الإفراج عن حرائر بريدة ، وسنعتصم في سجنكم ، ولا نريد الحرية ما دامت بغير الحرائر.
كانت الأنفس متعبة ، فالإضراب-التوقف عن الطعام- كان له يومين ، والأجسام منهكة ، وما كان الواحد يطيق الوقوف فضلاً عن العراك.
هتف الشباب بالتكبير واجتمعو في مدرجات الملعب -بعيداً عن الباب- واتفقوا على ان يتقدم من يجد في نفسه قوة ويحمي الاخوة
اتفق الجميع على ان لا يضرب أي من العساكر ولا يتفلض عليهم ، وإنما دفع من أراد الإعتداء ، لأننا مدنيون عزّل وسلميون بطبيعتنا.
تواصوا الشباب وكرروا على السلمية ، وعدم التعدي على أحد من العساكر بضرب أو شتم ، ورصوا الصفوف بسلمية منضبطة ، تنبي عن أخلاق رفيعة لهؤلاء..
دخل علينا العساكر بالهروات السوداء، وكانو يضربون ويسحبون بهمجية مغولية ، كل من توقف لدفعهم.
سأنتقل بالتغريد .. الى وسم #معركة_الملعب كانوا لا يتعاملون معنا إلا بالهروات وبأقصى ضرب ممكن ، ظهر استبسال فائق من المعتصمين.
اقتحموا المدرجات وأسروا عدداً من شباب الصف الأول كانوا اذا أخذو الواحد انهال عليه خمسة بهرواتهم ، كانت المشاهد مخجلة #معركة_الملعب
كانت بعض المشاهد تكررت علي،أظن أني رأيتها من شبيحة بشار .. أحدهم كان مكسور اليدين وكان مقيداً من خلف يديه وقدم الجند ع رأسه #معركة_الملعب
كان بعض الجنود يتلفض على المواطنين بكلمات شوارعية -أستحي من ذكرها- لا تنبئ المرء أننا في دولة توحيد ، بل دولة تشبيح وبلطج #معركة_الملعب
شج رأس هود وضرب البطل يوسف مع رأسه ، كان الجرح غائراً ولم تتوقف الدماء السائلة حتى بعد يومين ، كسرت يدي وأصيب قرابة سبعة من الإخوة.
سلم البعض أنفسهم ، ونزل النخبة للمفاوضة ، كانوا قد اعتقلوا قرابة ال٣٠ منا #معركة_الملعب
كان الضابط ، يحدث المتفاوضين عن أن وزير الداخلية معنا على الخط ، والتفاصيل تنقل له بالثانية. #معركة_الملعب
نزل العساكر بأمر ، وكأنهم انشغلوا بالدماء والإصابات التي سالت ، فنزلنا لصلاة الظهر جمعاً بالعصر. #معركة_الملعب
جاء الطبيب ليقنع البطل هود العقيل بالعلاج فصرخ به،أريد الناس ان يعرفوا انكم ظلمة وأريد العالم ان يعرف مالذي يدور مع المعتقلين #معركة_الملعب
رأى بعض طلبة العلم ، ان رسالتنا وصلت وليس أمامنا إلا تسليم أنفسنا ، وانشغل بعضنا بتضميد جراح البعض الآخر ، كانت معركة عدالة #معركة_الملعب
بعد المفاوضات ، لم نجد الا التسليم ، صعدت بعد الصلاة لأتفقد بعض أغراضي على المدرجات فوجت دماءً قد اختلطت بماء ، انتهت المعركة #معركة_الملعب
انتهينا من وسم #معركة_الملعب
“@f___1133: @fisltaleq حتى راس اخوي عبدالعزيز الفراج انفلق ويقول جانا الضرب بما اننا كنا بالمقدمه 💔” نعم ، الان ذكرته #معركة_الملعب
خرجنامن ملعب ميدان الرماية،وتركنا فيه الأفراح والأتراح،تركنا فيه دماءشباب أحراروضحكات جميلة أنعشت الخاطر المكسوف من ظلم الإنسان في ذا الوطن
خرجنا على ان الإفراج هو القصد فرددنا في الباص: نحمد الله من بعد السلامة،فرج الله هم الصابرين.غيبة الصقر ماغيبة نعامه،يرجع الصقر مرفوع الجبين
كان في طريق عودتنا سجن الطرفية فلما حاذينها هتفت لمن حولي: أمر على السجون سجون الطرفية أقبل ذا الجدار وذا الجدار وماحب السجون شغفن قلبي…
كان خروجنا من ميدان الرماية بقصد الإفراج وما علمنا أنها غدرة ، والكذب شيمتهم ، دخلنا الى سجن الطرفية السياسي -سيء السمعة-
ما رأيكم أن يكون فصل دخول المعتصمين في سجن الطرفية ،، غداً ؟! لأني أشعر أني أثقلت عليكم وسألحق بها تجربتي النفسية مع ذا الاعتقال :)
حسناً .. لعلي أكمل معكم غداً لأن الأصوات متعادلة ،، والشورى معلمة لا ملزمة<<مستبد :)
تكررت الأسئلة عمن لم يخرج ، أبشروا أيها الأهالي فإن الافراجات كانت جماعية ، وخرج النصف وبقي النصف الآخر من المتوقع أن يخرجوا اخر الليل