السبت، 16 مارس 2013

تعليق الدكتور سـعـد الفقيه على خطاب الشيخ سلمان العودة


تعليق الدكتور سـعـد الفقيه على  خطاب الشيخ سلمان العودة


هذه تغريدات فيها مختصر كلامنا البارحة في قناة الإصلاح عن الخطاب المفتوح                                                      
                              للشيخ سلمان العوده
سمى الشيخ سلمان كلامه "خطاب مفتوح" ولم يحدد لمن، والحقيقة أنه موجه لمحمد بن نايف كما ذكر في تغريدته قبل أسبوعين ...(التغريدة)



ولعل سبب تغيير العنوان والاقتصار على "خطاب مفتوح" أن الشيخ تعرض للانتقاد حين كتب تلك التغريدة بأنه يستجدي محمد بن نايف فحذف هذا الجزء

واحتفى الكثير بهذا الخطاب لأنه قفزة نوعية للشيخ إذا ما قورن بمواقفه التحالفية مع النظام منذ أن خرج من السجن إلى أن انطلق الربيع العربي

لكن إذا أخذ في الحسبان علم الشيخ وثقافته العريضة وفهمه الاستراتيجي ومعرفته بالواقع فهو مثل الذي يدافع عن نفسه بسكين بالية وهو يمتلك بندقية

الكارثة الأساسية في الخطاب هي كونه موجها بالكامل لوزير الداخلية على شكل نصيحة من محب مخلص ومشفق يستجدي المطالب ويجعل كل خيوط الحل بيد الظالم

والذي في منصة جماهيرية مثل الشيخ يفترض فيه مخاطبة الجماهير وتعليمها دورها وتحديد الموقف بوضوح من السلطة وليس مخاطبة السلطة باستجداء

وقد تجاوزت الأمة مخاطبة السلطة قبل20عاما منذ خطاب المطالب ومذكرة النصيحة التي كان الشيخ في مقدمة الموقعين عليها فلماذا يصرعلى العودة للوراء؟

الكارثة الثانية هي تأكيد ضمني ولفظي لشرعية النظام وهو يعلم يقينا أن النظام لا يستحقها فلماذا يضلل الجمهور وقد زعم في كلامه الصدق والإخلاص؟

وإضافة لشرعية النظام الدينية فالشيخ يؤكد شرعية النظام القدرية فمن يقرأ كلام الشيخ يفهم أن قدر البلد هو قيادة آل سعود وحل مشاكلها بيدهم فقط

الشيخ يخاطب ولد نايف بقوله "صديقك من صدقك"! فهل من الجميل أن يفتتح كلامه بإعلان صداقته مع هذا المجرم الظالم المعتدي على الأعراض خاطف النساء؟
ثم يشير الشيخ إلى خطابات سرية تبادلها مع المسؤولين وهو في الحقيقية يقصد محمد بن نايف، لأنه بقي يراسله إلى أسابيع مضت

وكان على الشيخ أن يستحي من الإشارة لتلك الخطابات فهو يدرك أنها ممارسة يتلاعب بها بن سعود بالمشايخ وبهذا كأنه يعترف أن ولد نايف تلاعب به

لم يوفق الشيخ حين جادل بالربط بين الطاعة وقول الحق، ولا نحسبه قائلا بالحق -لا يخشى لومة لائم- حين أقر ضمنا بشرعية السلطة في نفس العبارة

ولا أفشي سرا إن قلت أن الشيخ سلمان العودة وصل إلى قناعة منذ أكثر من 20 عاما بعدم شرعية النظام لكن قناعته شيء وخطابه الخارجي شييء آخر

ونحن لا نلزمه بأن يعلن قناعته بعدم شرعية النظام، لكن لا نعتقد أنه يسوغ له أن يـُـفهم منه تصريحا أو تلميحا، لفظا أو ضمنا شرعية النظام

ويضلل الشيخ جمهوره مرة أخرى حين يقول إنه لم يفقد الأمل في الإصلاح لأنه من أعرف الناس بالنظام وأكثرهم قناعة باستحالة الإصلاح على يد النظام

كما يضلل الشيخ جمهوره حين يرجف بالثورة التي تزيل النظام حين يتحدث مثل العوام ويقول إن البديل لإصلاح النظام هو الفوضى والتشرذم والاحتراب

وغريب عليه أن يعتبر تطلع الناس في بلادنا لحقوقهم هو كونهم مثل بقية العالم لأنه يعلم أن حقوقهم أصلية من عند الله وليس تقليدا لأمم أخرى

يشكر الشيخ في اعترافه بأنه إذا زال الإحساس بالخوف من الناس فتوقع منهم كل شيء، وإذا ارتفعت وتيرة الغضب فلن يرضيهم شيء.

و يشكر الشيخ على اعترافه بأنه مع تصاعد الغضب تفقد الرموز الشرعية والسياسة والاجتماعية قيمتها، وتصبح القيادة بيد الشارع

وهويعلم أن من الطبيعي أن يتهم بالخيانة من يطلب التهدئة مع عصابة تأكل الأموال وتنتهك الحقوق وتعتدي على الأعراض وتهين الناس في دينهم وكرامتهم

في تعليقه على قضية السجون لم يرفض الشيخ فكرة السجن السياسي ولا المباحث السياسية واكتفى بالمطالبة بتغيير طريقة التعامل مع المساجين السياسيين

يشكر الشيخ عن دفاعه عن معتقلين غير راضين عنه لكن ليس في ذلك سبق شهامة فقد تفوق عليه فولتير وهو كافر في عبارة أقوى منها قبل 250 عاما

يقول فولتير “قد اختلف معك بالراي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك"

يقول: إن بعض أعضاء الأسرة غيرراضين عن وضع السجون، فما قيمة من يقصد إن لم يكونوا أهل نفوذ: الملك، ولي العهد، النائب الثاني، أمراء المناطق الخ

احتج الشيخ على سيطرة المباحث على مصير السجناء، فهل هذا تأكيد أنه لا يرفض مبدأ الاعتقال السياسي لكن يرفض جعل مصير السجين بيد المباحث؟

كرر الشيخ الخطأ الكبير الذي وقع فيه بعض المشايخ في طلب العفو عن المساجين لأن ذلك تجريم ضمني للمساجين فهل يحتاج إلى العفو إلا المجرم؟

يقول الشيخ "رجل الأمن حين يسيء إلى سجين فهو يقامر بمستقبل الوطن كله" فهل يخفى عليه أن كل معاملة السجناء تتم بإشراف كامل من وزير الداخلية؟

الشيخ يعلم يقينا أن القرار بالاعتقال ثم طريقة المعاملة والتعذيب والتحقيق والعرض على المحكمة كل ذلك بيد وزير الداخلية، فلماذا يقول رجل الأمن؟

يقول الشيخ إن الناطق الرسمي ينتمي لزمن مضى! هل الشيخ لا يعلم أن الناطق بوق لآل سعود؟ أوليس الأولى أن يصرح بأن الذي ينتمي لزمن مضى هوآل سعود

يتناقض الشيخ حين يقبل بالأحكام التي صدرت ضد معتقلين ثم يطالب بإطلاق سراح مجموعة صدرت عليهم أحكام مثل إصلاحيي جدة وحسم

وكان على الشيخ - حتى لا يقع في هذا التناقض - أن يرفض مبدأ الاعتقال السياسي بالكامل ويرفض محاكمة المعتقلين السياسيين

يقول الشيخ "في أهلنا سماحة ورغبة في التجاوز" والحقيقة أن التجاوز هو فيما دون الدين والأعراض فليس شريفا من يتنازل عن حقه في دينه وعرضه

يشكر الشيخ على تصريحه بأن الثورات إن قمعت تتحول إلى عمل مسلح، وإن تجوهلت تتسع وتمتد، لكنه يخطيء حين يتأمل قرارا حكيما من ظالم متغطرس

أخيرا نكرر أن هذا الخطاب قفزة نوعية للشيخ إذا ما قورن بمواقفه التحالفية مع النظام لكنه خطوة سلحفاتية إذا ما قورن بعلم الشيخ ومعرفته بالواقع.............(المصدر)


رابط حلقة صوتية ليوم الجمعة