السبت، 27 أبريل 2013

تغريدات د. سعد الفقيه حفظه الله تعليق على خطبة الشيخ صالح ال طالب في منبر الحرم المكي يوم الجمعة 1434/6/16


تحدثنا مساء الجمعة في القناة عن خطبة الشيخ بن طالب وهذه مجموعات تغريدات فيها ملخص ما تحدثنا به

من المعلوم إن اختيار أئمة الحرم يخضع لنظام صارم بأن لايعين إلا من يؤيد الدولة أو على الأقل لاتحدثه نفسه بانتقاد سياستها أو مخالفة قراراتها


ومنابر الحرمين للحكومة السعودية جزء من وسائل الإعلام الرسمية لكن بنكهة دينية ومهمتها تحجيم مفهوم الدين وتحويره لما يناسب المفاهيم السعودية


ولذا فإن خطبة الشيخ بن طالب كانت مفاجأة إذا ما قورنت بالسباق المحموم بين السديس وبن حميد في مدح سياسة الدولة وتكفير وتبديع وتفسيق مخالفيها


و الشيخ بن طالب لم يخالف سياسة الدولة فقط بتأثيم من يقصر في دعم الجهاد في سوريا بالسلاح والمال بل خالفها في كل محتوى الخطبة تقريبا


رسالة الخطبة اشتملت على مخالفة سياسة آل سعود الداعية إلى إزاحة مفهوم الجهاد وكل مقدماته وتبعاته وإبعاد معاني العزة والكرامة عن المسلمين


واشتلمت على مخالفة مشايخ آل سعود الذين يعتبرون الإسلام مشروعا اجتماعيا والسياسة متروكة للحاكم ويفتون بما يناقض مبدأ "كلمة الله هي العليا"


كما جاء في الخطبة ذم التبعية للقوى العظمى والرضا بالهوان وطالب في المقابل بالأخذ بالأسباب التي تعيد للمسلمين التفوق الحضاري بكل معانيه


وخالف الشيخ سياسة الدولة حين أشارإلى دعم إيران وحزب الله للنظام السوري بعبارة (إخوانهم في العقيدة) وهو أسلوب سبق أن فصل بسببه الشيخ الحذيفي


وخالف سياسة الدولة حين أشار إلى تخوف الغرب من وصول المجاهدين إلى حدود إسرائيل بعد انتصارهم وهوكلام لايقوله إلا من لايعترف بالنظام الدولي


بل إن الشيخ اعتبر من يقصر في دعم المجاهدين في سوريا بالسلاح والمال آثم فكيف بمن يستخدم سلطته في منع ووصل التبرعات لهم؟


ومع أن الشيخ دعا للحكام فإن هذا كلام روتيني لا يقلل من قوة الخطبة التي كادت أن تكون قراءة في كتاب معالم في الطريق لسيد قطب


لكل هذه الأسباب فإن من المقطوع به أن أفكار الخطبة مبادرة شخصية من الشيخ ويستحيل أن تكون إيحاء من السلطة ولا حتى جناح في السلطة


ولم يتحدث الشيخ بهذه اللغة إلا بعد أن وصل به الغضب مبلغه وتضايق من سياسة الدولة القائمة على تخدير الشعب وإبعاده عن معاني الجدية والكرامة


وربما يكون الباعث المباشر أنه رأى الملك يتحدث أمام المشايخ مطالبا بإعدام من يحرض على الجهاد وسمع تأييد المشايخ لهذا التشريع السعودي الجديد


وبهذا يكون الشيخ استغل فرصة منبر الحرم في قول الحق تماما مثلما يستغلها السديس في قول الباطل ونحسبه بهذه الخطوة ممن قال الحق عند سلطان جائر


ولا شك إن الخطبة فاجأت آل سعود بل صعقتهم ومن المؤكد أنهم لن يسمحوا له مرة أخرى باستخدام المنبر لقول مثل هذا الكلام، لكن ما هي خياراتهم معه؟


على الأرجح سيتظاهرون بلامبالاة، وبما أنه لن يأتيه الدور في خطبة الجمعة إلا بعد عدة أسابيع فلديهم من الوقت ما يسمح لهم بالتعامل مع المشكلة


والأولوية الآن أن لا يعتلي المنبر أو أن يتعهد بأن لا يكررمثل هذا الكلام، وأما الفصل من إمامة الحرم أو التوقيف فربما تؤجل إلى أن ينسى الناس


نسأل الله أن ينفع بما قال ويرزقه الثبات على موقفه وأن لا يخذل نفسه ويخذلنا بتراجع أو كلام مخالف


خطبة الجمعة ويليها   تعليق د.سعد الفقيه