الثلاثاء، 30 يوليو 2013

السلطات السعودية تقتحم "العوامية" وتحولها الى ساحة حرب

اقتحمت قوة أمنية تابعة لجهاز المهمات الخاصة السعودية بلدة العوامية شمال منطقة القطيف قبيل الدقائق الأولى لصلاة فجر اليوم الاثنين, في محاولة لاعتقال الناشطين في المظاهرات السلمية عباس المزرع ورفيقه فاضل الصفواني المطلوبين على قائمة الـ 23 المعلنة من قبل وزارة الداخلية بداية يناير العام الماضي على خلفية المسيرات السلمية المتواصلة في مناطق القطيف المختلفة منذ فبراير 2011.

 القوة الأمنية المدعومة بعشرات المدرعات وسيارات الدفع الرباعي المصفحة و المزودة بالرشاشات المحمولة ركزت هجومها على حي "الزارة" وسط البلدة حيث يقع منزل الناشط عباس المزرع، وفرضت طوقاً أمنياً على كامل الحي, قبل أن تشرع في إطلاق أعيرة الأسلحة الرشاشة بشكل عشوائي ومكثف حول المنازل المجاورة في الحي الصغير وصل مداه الى القرى المجاورة التي استيقظت على أزيز الرصاص الذي تواصل حتى ساعات الصباح الأولى.

المدرعات الثقيلة تعمدت الاصطدام بالسيارات المتوقفة إلى جانب المنازل المحيطة بمنزل الناشط عباس المزرع محدثة بها أضراراً بالغة، بحسب مجموعة من أهالي الحي, قبل أن يعمد جنود آخرون لإطلاق نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه خزانات الوقود لتفجيرها, ما أدى لتحويل الحي الى ساحة حرب حقيقية يخوضها طرف واحد.

العملية الأمنية دعمت بأعداد ضخمة من المدرعات والعربات المصفحة, بعد ان شرع عشرات الشبان الغاضبون في البلدة لإعاقة تقدم قوات الأمن داخل الأحياء السكنية عبر اغلاق الطرقات بالحاويات والإطارات المشتعلة, مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجراح مختلفة وإلقاء القبض على عشرة آخرين بحسب مصادر حقوقية محلية.

وفي حين تأكد نبأ نجاة الناشط المطلوب فاضل الصفواني من محاولة الاعتقال, فقد تضاربت الأنباء الواردة حتى لحظة اعداد هذا التقرير بشأن مصير الناشط عباس المزرع, حيث ذكر مصدر منفرد لم يتسنى لنا التأكد من صحته أن المزرع سلم نفسه طواعية لقوات الأمن بعد اقتحامها منزل أسرته واعتدائها على النساء وأخذهم رهائن عدة ساعات الى داخل مركز الشرطة..

إطلاق النار العشوائي المكثف والمتعمد أسفر عن احتراق نحو 20 سيارة تابعة لأهالي الحي والتي كانت متوقفة أمام المنازل أو خلال محاولة أصحابها ابعادها عن موقع الحدث, كما أفاد أحد الأشخاص المجاورين لمنزل المطلوب الذي تعرضت سيارته للاصطدام وجها لوجه من قبل إحدى المدرعات بشكل متعمد, قبل ان يشرع الجنود في اطلاق النار على زجاج جوانب السيارة ومن ثم احراقها بالكامل وتهديده بالقتل بذريعة المشاركة في حماية المطلوبين, في حين قامت قوات الأمن بإحراق منزل الناشط المزرع بشكل كامل وأحراق محلات تجارية مجاورة وصلت نيرانها لعدد من المنازل القريبة, ومنعت قوات الأمن فرق الدفاع المدني من مباشرة اطفاء الحرائق, وسط عجز أهالي البلدة من السيطرة على النيران التي أتت على كامل منزل المطلوب ومنزل آخر بجواره.

شهود العيان وأقارب المزرع وصفوا حدث الاقتحام والحصار وما نتج عنه من آثار "بالجريمة الكبرى, وخلف الرصاص والحرائق التي طالت ممتلكات الآخرين حالة دمار واسعة مما يدل على همجية ووحشية قوات الأمن التي حولت الحي لساحة حرب وليس مجرد محاولة للقبض على مطلوبين" وأضافوا: "السلطة لديها مسعي واضح لإثارة الأهالي تجاه المطلوبين وتحميلهم المسؤولية في ما نتج من خسائر وأضرار فادحة".

وتتزامن العملية الأمنية وسط استعدادات مكثفة من قبل مجموعات الحراك السلمي للخروج في مسيرة موحدة بمناسبة يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الحالي.

يذكر إن قوات الأمن السعودية اغتالت منتصف الشهر الماضي الناشط في تنظيم المسيرات السلمية الشهيد مرسي الربح في عملية أمنية نفذها عناصر متخفين باللباس المدني أثناء مشاركته في الاعداد للاحتفال بإحدى المناسبات الدينية, كما قتلت الشاب الشهيد علي المحروس في ظروف غامضة, أثناء قيام عناصر الأمن بإطلاق النار تجاه قائد دراجة نارية في بلدة الجارودية.