الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

عبدالله التميمي مهتم بالشأن القضائي 25/10/1434 "كشف المتواري في محاكمة العبدالكريم والقفاري"

بسم الله الرحمن الرحيم

"كشف المتواري في محاكمة العبدالكريم والقفاري"
  
كنت عزمت على كتابة ملحوظات نظامية على الدعاوى التأديبية المرفوعة ضد القاضيين الفاضلين/ محمد بن عبدالعزيز العبدالكريم و د. نايف بن علي القفاري، فقد هالني حجم المخالفات والتجاوزات خصوصاً أنها صادرة من معقل القضاء ومن إدارة التفتيش تحديداً والمعنية أساساً بالتدقيق على أعمال القضاة ومدى عنايتهم بتطبيق الأنظمة والإجراءات، ويزيد العجب أن إدارة التفتيش برئاسة (خبير الفقه والقضاء بجامعة الدول العربية)!!!!
ولا أحسب أن مفتشاً منصفاً سيعطي الدعوى وما شابها من مخالفات واضحة لا يقع فيها ملازم قضائي وهو في أول تدريبه إلا درجة (٣٠) بل أقل.…
ثم اطلعت على مقالة الشيخ/ عبدالله الريس -وفقه الله- المخالفات القضائية والنظامية في الدعوى التأديبية 
فوجدته قد أحاط بغالب تلك المخالفات، وإلا فهي تزيد عن خمسة عشر مخالفة، وأحسب أن الشيخ الريس أراد عدم إملال القارئ من طول المقالة فاقتصر على ما ذكر وهي كافية في سقوط الدعوى الكيدية ضد القاضيين…لكنها روح الاستبداد والطغيان وشعور معاليه ومن معه أنهم فوق المساءلة والمحاسبة، وفوق أنظمة الدولة المرعية.
إلا أني ومع تأمل الحادثة، وكيف بدأت، وما آلت إليه…رأيت ألطاف الله تعالى وحكمته وسننه بادية ظاهرة…
فيا سبحان الله العليم الحكيم…فإنه إذا أخذ الظالم لم يفلته فيجعل اللعائن والقوارع تتوالى عليه فتصيبه أو تحل قريباً من داره، فتأمل كيف أراد الله فضح معاليه وكشف عواره للناس، فما مكّنه الله تعالى من التسلط على الشيخين الكريمين إلا بعد بزوغ نجمهما وفي أوج نقاءهما وصفاءهما وفي حال ظهور صدقهما ونصحهما، ليُظهر الله ظلمه وكيده وغدره، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة…ولا يهلك على الله إلا هالك.
وأحسب أن الله جلّ جلاله خذل معاليه حين ابتلاه بهذين القاضيين الفاضلين الناصحين اللذين وضع لهما القبول-أحسبهم كذلك والله حسيبهم- ليكونا مسرح الصراع بينه وبين كافة القضاة، حيث وقع اختياره على أبرز قاضيين من القضاة…فما تُذكر "العقوبات البديلة" إلا ويُذكر عرّابها ومحييها والداعم لها فضيلة الشيخ/ محمد العبدالكريم، وإن ذكرت "المحكمة العليا" كان من روادها فضيلة الشيخ/ د. نايف القفاري، مع كونه ليس عضواً فيها… إلا أن نبوغه وتميزه فرضا اسمه فيها، مع بزوغ نجمه في العلم والحفظ وهو على مقاعد الدراسة بمراحل البكالوريوس و الماجستير والدكتوراه.
هذا مع كونهما في أول السلم القضائي…فأحسب الله تعالى أراد كشف باطل معاليه وزيفه وانحرافه عن الحق بمواجهة نصاعة صفحة الداعين لرفعة القضاء وعلاج الخلل الذي يتسرب إليه، حتى أنه اضطر للتترس بغيره وتلويثهم بالقذر والزلل ليدفعوا عنه نور الحق الساطع الذي يُعمي خفافيش الظلام… فانكشف الغطاء، واستوى المسلك، وظهر للحق أعلاماً لا تشتبه، ومنائر لا تنهدم…فالحمد لله كثيراً.
وينبغي أن يعلم أولئك الذين استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا فأداروا ظهورهم لإخوانهم الذين يسعون لإصلاح القضاء حقاً، والذين يطالبون ليل نهار بتنفيذ مشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء، وولوا وجوههم لمن يعلمون خبث طويته، وفساد مطلبه، وسوء مطيته…أن الأيام دول، والليالي حُبلى…وأن يذكروا نعمة الله عليهم وما آتاهم من العلم، فما أحد باقٍ على حاله، ومن أزال العتاة الطغاة الظلمة من كراسيهم قادر على إزالة بقية البغاة المستبدين…وإنه لمن العار أن يتمندل بكم من علم القاصي والداني عدائه للقضاء وصروحه وتعمده إضعافه وإبطاء تقدمه…
وليعلم الجميع أن التحقيق مع صاحبي الفضيلة ليس هو الوحيد بل ابتدأ المجلس برعاية المكلف بحملة تحقيقات لأسباب هي أوهى من بيت العنكبوت مع تجاوزات واضحة لنظام القضاء ولائحة التفتيش القضائي…
وإني مذكرٌ من له أي علاقة بمثل هذه المهازل والفضائح من القضاة بتفتيش وتحقيق ومحاكمة، أذكركم بما كان يصيبكم من وجل القلب ورجفة اليد وعظيم الإشفاق على النفس…من أن تزل بكم الأهواء أو طيش المشاعر أو الغلو في التدقيق والتمحيص فتوقعكم في ظلم الناس وإعناتهم…فإن الظلم في هذه التحقيقات الجارية ظاهر للعيان، ومطلٌ بين قرني شيطان…في قضايا كيدية حيكت شباكها تحت سمعكم وبصركم ويُراد أن تلوث ذممكم وضمائركم وأيديكم بقبحها ونتنها، فأي ظلمٍ كنتم تهربون منه بالأمس وأنتم تلاقونه اليوم، وأي زلة كنتم تحاذرونها وأنتم ساقطون على الأرض منها منكشفة سؤة الجور والبغي…
ولا أحد ضد محاكمة المخطئ والمقصر دون انتقاء أو تصيد فضلاً عن المجانف للحق، وليس من هذا شيء في هؤلاء الأعلام النزهاء النصحاء أصحاب الأيادي البيضاء على القضاء والقضاة بشهادة الصادقين.
ويا أيها القضاة الصادقون الناصحون…أبشروا وأمّلوا خيراً، فقد كشفت لكم الحوادث وجوهاً كالحة، وأصواتاً نشازاً، وإن كان للباطل جولة، فإن للحق صولة…فأجمعوا أمركم ثم أتوا صفاً، وأقبلوا على النفوس بإصلاحها بطاعة الله وتعاهد خللها ونقصها، واللجوء إلى الله القدير ليكشف الحقائق ويزيح السُتر عن المكائد، ثم تواصلوا مع ولاة الأمر ببيان الخطر وفضح الزيف بأقلامكم وألسنتكم…ولتعلموا أن ما حصل إنما بعلم الله…فأنتم بعلم الله راضون، وهم بعلم الله يُفتنون "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"


عبدالله التميمي                                         المصدر
مهتم بالشأن القضائي

25/10/1434