د. سعد الفقيه @saadalfagih
3 مليار دولار (أكثر من 11 مليار ريال) ليس مبلغا هينا، فلماذا تقدمه
الحكومة السعودية للجيش البناني وتعرض نفسها للإحراج مع شعبها؟
صياغة أخرى:
الجيش اللبناني لم يحمِ لبنان من عدو خارجي ولا يستطيع مواجهة حزب الله فلماذا
يمول آل سعود تسليحه بـ 3 مليار دولار؟
نعرف الجواب
إذا علمنا أن الجيش اللبناني لم ينفذ خلال العقود الماضية إلا مهمتين: الأولى ضد
جيش الإسلام في نهر البارد والثانية ضد الشيخ الأسير
ونعرف الجواب
أكثر إذا علمنا أن هاتين العمليتين تمت تحت نظر الاستخبارات السعودية من جهة
والتنسيق الكامل مع حزب الله من جهة أخرى
آل سعود
يعتبرون الجهاديين خطرا استراتيجيا ولديهم الاستعداد للتفاهم مع أي طرف ضدهم بما
في ذلك إيران والأسد وحزب الله فضلا عن أمريكا واسرائيل
ونجاح
الجهاديين في اختراق لبنان ومواجهة الحزب في عقر داره (كما حصل) سيؤدي قطعا إلى
إرباك المخطط السعودي الأمريكي في لبنان للأسباب التالية
أولا وصول
الجهاديين للبنان وإجبار الحزب على ترك سوريا سوف يعجل بهزيمة الأسد ويبطل خطة
السعودية وأمريكا في المبنية على: لا غالب ولا مغلوب
ثانيا مواجهة
الجهاديين للحزب داخل لبنان سوف ترفع أسهمهم وتزيل ما ينسب لهم من تشويه وهذه
هزيمة سياسية للإعلام السعودي الذي تفرغ لتشويههم
ثالثا اختراق
الجهاديين للبنان سيؤدي لتجييش أهل السنة اللبنانيين ضد الحزب فطالما انتظروا
الطليعة التي تتقدم لمواجهة الحزب حتى يلحقوها
أمام هذه
المخاطر يجب أن لا تترك مواجهة الجهاديين للحزب حتى لا ترتفع أسهمهم ولا حل إلا أن
يقوم الجيش بهذه المهمة بصفة القضية سيادة لبنان
والجيش اللبناني معبأ عقديا من ناحية العناصر والكوادر لمحاربة
الجهاديين ولا يحتاج إلا السلاح والتقنية ولهذا فزعت السعودية بهذا المبلغ الكبير
والإعلام
السعودي ومعه مرتزقة وجهلة يسعى مستميتا لقلب الحقائق وإعطاء إنطباع بأن هدف تمويل
الجيش تقوية مؤسسات الدولة اللبنانية لتحجيم حزب الله
وقلق آل سعود
في محله لأن الجهاديين لايعترفون بالتوازنات الدولية ووصولهم للبنان يعني إنهائها
كدولة وظيفية وبداية انهيار المشروع الوظيفي كله
ويبدو أن
التوازنات الدولية ترتبك فعلا ويرتبك معها الغرب وإيران الذي خططوا حساباتهم كلها
عليها خاصة بعد انفجار الثورة المسلحة أمس في العراق
لاحقا بإذن
الله نتحدث عن آثار الثورة المسلحة في العراق على المنطقة عموما وعلى حسابات
وموازنات آل سعود خصوصا