الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

رسالة إلى الذين يصرون على طرح مبني على بقاء آل سعود أو بما يسمى الإصلاح من داخل النظام

رسالة إلى الذين يصرون على طرح مبني على بقاء آل سعود
أو بما يسمى الإصلاح من داخل النظام

هناك كثير من المهتمين بالإصلاح، لا يزالون يجادلون في إمكانية الإصلاح من داخل النظام، أو يطرحون أطروحات مبنية على بقاء الأسرة الحاكمة مع أو بدون الحد من صلاحياتها.
ومع وضوح الحقيقة الساطعة أن هذا النظام "لا يريد الإصلاح ولا يستطيع الإصلاح" لا بد من تفسير سبب ميل هؤلاء لهذه المواقف، والتي يمكن أن تلخص في التالي:
الأول: ساذج سياسيا
لا يدرك آلية القرار عند السلطة ولا يفهم علاقة هذه الآلية بالإصلاح ولا يتصور أن حل المشاكل المحلة مرتبط بنيويا بهذه الآلية، ومن ثم لا يربط بين العائلة الحاكمة ومشاكل البلد الملحة. وهذا الصنف يمكن إقناعه بالتغيير من خلال تثقيفه سياسيا وتوعيته بالواقع وتعريفه بآلية صناعة القرار.

الثاني: مقدّس لآل سعود
تربى على تعظيم الأسرة الحاكمة إلى درجة أن تفكيره الطبيعي لا يمكن أن يقترب من تحديد نفوذ العائلة الحاكمة فضلا عن إزاحتها. ويندرج تحت هذا الصنف من يزعمون أن آل سعود رمز لوحدة الوطن. وهذا الصنف لا يمكن إقناعه إلا بإسقاط هيبة الأسرة الحاكمة لأن مشكلته ليست معرفية ولا ثقافية بل نفسية.

الثالث: منتفع يخشى على مصالحه  
يدرك أن الإصلاح مستحيل مع بقاء الأسرة الحاكمة في السلطة لكنه منتفع من تبرئة الأسرة بشكل صريح أو غير صريح من مسؤولية الخراب ولا يريد التفريط بهذه النفعية. وهذا الصنف ينبغي أن لا يبذل جهد ولا وقت كبير في إقناعه لأن مصلحته الشخصية مقدمة عنده ولن يغير موقفه إلا حين يرى المصلحة الشخصية تأثرت.

الرابع: جبان
يدرك أن الإصلاح مستحيل مع بقاء الأسرة الحاكمة في السلطة لكن الخوف تملكه لدرجة يظن أنه سيحاسب على سكوته فيبادر بتحميل المسؤولية لجهات غير الأسرة. وهذا الصنف يشبه الصنف الثاني في أن مشكلته نفسية وليست توعوية أو معرفية، ومحاولة إقناعه ستكون مضيعة للوقت وسوف يغير موقفه تلقائيا مع سقوط هيبة النظام.

الخامس: كاذب يقول ما لا يؤمن به
يعلم ويدرك يقينا أن هذا النظام لا يستطيع الإصلاح ولا يريد الإصلاح لكنه يتصرف ويتحدث ويصرح كما لو كان النظام راغبا في الاصلاح إو قادر عليه إما لمصالح يتمتع بها تتضرر بتصريحه أو لعلاقة شخصية مع أطراف في النظام.

السادس: يؤجل الموقف
يدرك أن الإصلاح مستحيل مع بقاء الأسرة الحاكمة في السلطة لكن يعتقد أن المجتمع لا يستوعب إسقاط النظام فيحصر حديثه فيما لا يتعارض مع استفراد ال سعود بالسلطة بحجة أنه ينتظر تغيير المجتمع لرأيه. ومن يتبنى هذ ا الموقف عليه أن يدرك أن التغيير لا يحصل بمجاراة العوام بل إن صناع التغيير هم الذين يقودون العوام ويسبقونهم بالمبادرة.


السابع: يزعم أنه يحمي مكتسباته الخيرية أو التربوية التي تتضرر لو واجه النظام
يدرك أن الإصلاح مستحيل مع بقاء الأسرة الحاكمة في السلطة لكن يخشى إن استعجل بهذا الموقف أن يتعرض هو ومن معه للقمع ويفشل المشروع الخيري أو التربوي الذي له مساهمة فيه، فينتظر إلى أن يجتمع العدد الكافي لحماية هذا الطرح.


ماذا نقول للصنفين السادس والسابع
أولا: من الممكن أن تتحاشوا الحديث عن إسقاط النظام حماية للمشروع ومراعاة فهم الناس لكن ليس من المقبول  التكلف في إعلان شرعية النظام ولا التشدق ببقاء مظلته الحاكمة ورمزية وحدة الوطن على يديه، ويكفي الحديث عن الحل المقترح لمشاكل البلد دون التصريح بذلك أو نفيه.
ثانيا: ما دام النظام هو سبب المشكلة -وهذه قناعتكم الحقيقية- فبأي حق يصاغ المشروع الإصلاحي على شكل مطالب توجه للحاكم نفسه؟ أوليس الأولى أن يستبدل ذلك بمخاطبة الشعب مباشرة بدون التعريض بشرعية الحاكم؟
ثالثا: اذا عمل بالنقطتين الأولى والثانية سوف تتوفر الظروف لجمع حشد كافٍ من الإصلاحيين الذين لديهم الاستعداد بالتصريح دفعة واحدة بعدد يشكل حماية ويعطي الأمان للجميع في مواجهة تسحب البساط من الحاكم وتجعل المبادرة في يد الإصلاحيين.

رابعا: من أجل التحرك بهذه النقاط الثلاث لا يصلح أن يتّـكل كل شخص على الآخرين أو  يتوقع أن التوجه العام سينتج تلقائيا موقفا يجاري الواقع ، بل لا بد من المبادرة والسبق والتنافس في الموقف الأقوى والأشرف.