الأربعاء، 17 أبريل 2013

رسالة المعتقل ناصر القحطاني إلى المسلمين عامة و رجال آل سليمان خاصة


بسم الله الرحمن الرحيم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
 الحمد لله كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على النبي الاكرم وعلى آله وصحبه وسلم ، وعلى من اقتفى أثرهم الى يوم الميعاد الاكبر ..... وبعد ،،،
 ففي ليلة الاول من شعبان عام 1425 هـ ، تم اعتقالي من قبل المباحث العامة ، في احد المحلات التجارية في مدينة بريدة ، وكان ذلك بطريقة همجية بكل ما تعني الكلمة ، علماً أنني لم اكن مسلحا ، ولم يصدر مني ما يستجوب ذلك ، وبدء التحقيق معي مباشرة ، من مجموعة من المحققين ، عرفت بعضهم – لاحقاً – وهم ، النقيب / ابو الوليد هادي آل معمر القحطاني ، وأبو نايف الحربي ، وأبو سعد الشهراني ، علماً بأن المحققين ، والمباحث عموما ، يحرصون دائما على الإبقاء مجهولين الهوية ، وكان التعامل معي وفق القاعدة المعمول بها عند المباحث ، وهي ان المباحث العامة فوق المسائلة ، والمعتقلين لديها خطوط حمراء في التعامل معهم ، حتى يتم استخلاص وانتزاع الاعترافات المطلوبة ، سواء كانت صحيحة ام لا ،
 وقد كنت قد بدأت في تشغيل مشروع زراعي ( رشاش سبعة ابراج ) قبل اعتقالي بأشهر قليلة ، وقد كلفني أكثر من ثلاثمائة ألف ريال ، معظم هذا المبلغ اقترضته من بعض معارفي ، وأقساط سيارات من الراجحي ، وشركة تايوتا ، وغيرها ، وكنت حريصاً جداً على ان يستمر هذا المشروع ، حتى اتمكن من سداد هذه الديون ، وخاصة انه لا يوجد لدي أي مصدر رزق آخر ، وعند اعتقالي ، كنت اطلب منهم أن يسمحوا لي بإتصال واحد على الاقل ، لعلي اقوم بتوكيل من اثق به ، كي يقوم بالإشراف على المشروع ، ولكن – للأسف – لم يسمحوا لي الى بعد مرور اكثر من عشرون يوماً ، بعد ان تأكدوا بأن المشروع قد توقف تماما ( علماً بأني علمت لاحقاً أنهم أثناء التحقيق معي في سجن الصفراء بالقصيم داهموا المشروع في مدينة تبوك وطردوا العامل وأخافوه ) .
وبالنسبة لقضيتي التي أنا معتقل من أجلها من : 1 / 8 / 1425 هـ حتى تاريخ كتابة هذه الرسالة ، فهي أنني التقيت بشاب يريد الذهاب للعراق ، من أجل القتال ضد الأمريكان ، الذين دنسوا أعراض أخواتنا المسلمات ، في سجن ابو غريب وغيره ، وهدموا البيوت ، والمساجد ، فوق رؤوس المسلمين ، وطلب مني المساعدة في البحث عن طريق للدخول للعراق ، مع العلم أنني اعتقلت ، قبل ان أتمكن من تقديم أي شكل من أشكال المساعدة لهذا الشاب ،
 وبعد مرور اكثر من شهر من اعتقالي ، فوجئت بالعسكري يقتحم على زنزانتي المظلمة ، الساعة الثانية ليلاً ، ويطلب مني الذهاب معه الى المحقق ، وعندما وصلت إليه ، أخرج لي ورقة منسوخة من الكمبيوتر ، ويقول انني ارسلتها الى ( سعد الفقيه ) وعندما انكرت معرفتي بها ، قال نحن اخذناها من جهاز الكمبيوتر الذي صادرناه من بيتك ، ويجب ان تعترف ، ولما أصريت على موقفي ، هددني المجرم بإنتهاك عرض زوجتي أمامي إذا لم اعترف ، وهو المحقق النقيب / ابو الوليد القحطاني ،،، الذي ذكرته سابقاً ،
 وعند ذلك آثرت ان اعترف بما يريد ، حتى ادفع شره عن محارمي ، خاصة اني وجدت انه لم يكن هناك ما يردع هذا المجرم وأمثاله ، فأنا والكثيرون غيري أصبحنا تحت ذريعة ، مكافحة الارهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار ، وليس لنا أي حرمة ، ولم تعد لنا حقوق ، لا كمسلمين ، ولا كمواطنين ، ولا كبشر، ولا ابالغ والله اذا قلت ، ولا حتى كحيوانات ، وتم اقفال ملف التحقيق معي نهائياً على ما سبق ، وصدق علي اعترافاتي السابقة في المحكمة الشرعية في بريدة ، عند القاضي ( الربيش ) ، وكان هذا في بداية العام 1426 هـ ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم ألتقي بالمحقق إلا مرتين ،
 أما الاولى : فقصته هي اني بعد ما خرجت من الزنزانة الى الجماعي ، أشار علي أحد الاخوة أن أكتب خطاباً ، أطلب فيه تعويضي عن الأضرار المالية الجسيمة التي لحقت بي ، بشكل متعمد من المباحث العامة ، فذهبت وقدمت الخطاب ، فغضب المحقق / ابو الوليد هادي القحطاني ،، غضباً شديداً ، وقال : من انت حتى تطالب الدولة بتعويض ، فقلت له : على كل حال انا لا اريد منك شيئاً ، ولكن اطلب بسداد الدائنيين الذين بدأوا يطالبون اهلي بحقوقه ، بل وأدخل احد اصدقائي التوقيف ، لأنه كان كفيلاً غارماً لي عند شركة تايوتا ، وأنتم تعرفون حقيقة وضعي المادي جيداً ، فقال لي سأرفع لك ، ولكن كمساعدة من الدولة وليست تعويض ، فقلت له لا يهم ، المهم ان يأخذ الناس حقوقهم ، وبعد حوالي عشرة أشهر من ذلك أرسلوا لي عن طريق رقيب السجن ، مبلغ اثني عشر ألف ريال فقط ، فرفضت استلام الشيك ، وقلت انتم تستهزئون بالناس ، مع العلم انكم تعرفون صعوبة وضعي المادي ، وأني لا اجد ما أصرف به على نفسي ، داخل السجن ، ولا على أطفالي المشتتين خارج السجن ، تقومون بإرسال هذا المبلغ التافه ؟؟ ،
 أما المرة الثانية : فقد استدعاني المحقق نفسه ، وعرض علي أن اقدم له معلومات عن الشباب داخل السجن ، ويتم اطلاق سراحي ، وأن استمر بالعمل مع المباحث بعد خروجي من السجن ، ويقومون مقابل ذلك بسداد ما علي من ديون ، فرفضت ذلك مباشرة وقلت له : لا تفكر في هذا الامر نهائياً ، فهذه الاعمال لا تليق برجل يعرف معنى الرجولة ، وأنتهى الأمر على ذلك ،
 والآن بعد مرور أكثر من ثمانية سنوات ونصف السنة ، لم يتم عرضي على أي محكمة من أية نوع ، وأنا في الحقيقة لا أعول على هذه المحكمة المزعومة ( المحكمة الجزائية المتخصصة ) ، وأعرف عن هذه المحكمة من المعلومات ، ما يجعلني زاهداً في عدالتها ، ولكن ارجوا الفرج من الله وحده عز وجل ، وطول السنوات الماضية مورس ضدي – كما هو الحال مع الآلاف غيري – أشكال شتى من الضغوط النفسية ، من التهديد المستمر بإحضار عسكر الطوارئ ، والضرب والإهانة ، التي استحي من توصيفها ، الى سب آباءنا والاعتداء على العورات ، والدوس على المصاحف أمام أعيننا ، وهذا حصل مرات عديدة بدءاً بسجن الصفراء بالقصيم ، مروراً بالجريمة الكبرى التي حصلت في سجن الملز بتاريخ : 7 / 6 / 1428 هـ والتي والله لو أنني شهدتها وعشتها بنفسي ، لما صدقت ما حصل فيها ، ثم الإهانات المتكررة التي لا تكاد ان تنقطع حتى تتجدد في سجن الحائر ، وآخرها وليس آخراً ما سمع عنه العالم كله ما حدث في جناح ثلاثة في سجن الحائر القديم بتاريخ : 23 / 9 / 1433 هـ بل وأردى من ذلك واغرب ،
 حتى الزوار الذين يأتون لزيارتنا ، لم يسلموا من الإهانات والتنكيل ، خاصة النساء ، وخاصة الزوجات ، وكأنهم يقولون لهم ، انتم متضامنون مع هؤلاء ، إذا لابد أن تنالوا نصيبكم ، حتى قررت أخيرا ، الامتناع عن الزيارات ، وخاصة الزيارة الشرعية الخاصة ، وأقولها والأسى يملئ قلبي ، أن زوجات الموقوفين ، يطلب منهم في كل زيارة ، خلع ملابسهن بالكامل ، وأقول بالكامل ، لا مبالغة ، ولكن هي والله الحقيقة ، مع أن اجهزة التفتيش الدقيقة تملئ السجن ، وكثير من السجناء ، أصبحوا يعانون صحياً ، من كثرة وضعهم داخل هذه الاجهزة ، وحسبي الله ونعم الوكيل ،
وأنا الآن كل ما أطلبه منهم ، ان يسلموا لي الأوراق ، التي كانت ضمن أغراضي الشخصية ، والتي فيها بيان ما علي من حقوق مالية ، وأسماء الدائنين ، وعناوينهم ، لأنني اريد قضاء حقوق الناس ، فهم قد انتظروا طويلاً جداً ، وأريد ان أرتاح من هذا الهم ، وحتى الان هم يرفضون إعطائي هذه الورقة ، ولا أدري مالسر وراء ذلك ؟؟ ،
وأنا هنا ، أدعوا كل رجل حر ، يعرف معنى الرجولة ، ويعرف حق الاسلام ، ووجوب نصرة المظلوم ، أن يقوم بما يستطيع ، ويحتسب الاجر عند الله الكريم ، وحقي على رجال ( آل سليمان ) الأوفياء ، أكبر من حقي على غيرهم ، وجاء في البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما ، انه صل الله عليه وسلم قال ( المسلم أخو المسلم ، لا يضلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة اخيره ، كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربةً ، فرج الله عنه كربة ًمن كربات يوم القيامة ، ومن يستر مسلماً يستره الله يوم القيامة ) .
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ،،،،
 ملاحظة : ما عايشته وغيري يحتاج الى مجلدات ، لكن الظروف الصعبة داخل السجن لا تساعد على ذلك ، والله المطلع على كل شيء .
كتبه : ابو عمار ناصر بن سعيد بن مذكر آل سليمان العبيدي القحطاني
الجمعة 6 ربيع الأول/ 1434 - الموافق 18 يناير / 2013