الأربعاء، 17 أبريل 2013

مسرحية محاكمة المعتقل ((مفلح مظف شارع الغامدي))

منذ شهر محرم المنصرم من هذا العام والوالدة أم مفلح الغامدي تتصل على المحكمة الجزائية لتتأكد بنفسها من استلام الرد على لائحة التهم المنسوبة لابنها المعتقل منذ 11عاماً وكل مرة تتصل يجاوبها الموظف المختص ان الرد وصل وايضاً بخط يد مفلح بنفسه وهاهو أمامه.

هنا بدأت ام مفلح تطالب بتحديد جلسة للمحاكمة لعلها تسلو نفسها شيئاً لقرب انتظار الفرج بدت تتصل كل أسبوع تطلب تحديد الجلسة، وبعد مماطلة دامت شهرين تم تحديدها في تاريخ     4/ 6/ 1434 الموافق يوم الاحد.

كانت تترقب هذا اليوم وهي على أحر من الجمر كل يوم يمضي كأنه شهرٌ عليها ، قامت برفع طلب للمحكمة بتمكينها من حظور جلسة الحكم على ابنها وبعد محاولات تكررت بالاتصالات والزيارات للمحكمة والداخلية تم الموافقة على ذلك وكأنهم ارادو بها شيئاً وتم ذلك قبل موعد المحكمة بيوم فقط ؟

عندها كادت الفرحة تغمرها لانها سترى ابنها الذي لم تراه ممذ مايزيد على شهر بسبب وضعها الصحي واجراءها لعملية المرارة ، حظرت للرياض قادمة من الباحة وهي تدعو الله وبشوق تحدث نفسها ياترى بماذا سيحكم القاضي على ابني مفلح الذي امضى من عمره 11عاماً خلف القضبان ظلماً وزورا !! جاء يوم الاحد وهي تكاد الحيرة تقتلها ترى ماذا سيكون وكيف سيكون !!

نعم اليوم هو موعد المحاكمة الذي انتظرته سنة كاملة فقد كانت الجلسة الاولى لابنها مفلح في شهر 6 من العام 1433 اي بعد مضي 10سنوات من اعتقاله ولكن كانت تسلي نفسها بالصبر والاحتساب والتجلد على فقد فلذة كبدها الذي لم تعد تطيق العيش بدونه ولكن ماذا بيدها ان تفعل !؟

في صباح الاحد توجهت الساعة الثامنة الى المحكمة وبروح متفائلة وبعد وصولها دخلت وجلست في صالة الانتظار ترقب عقارب الساعة وهي تتحرك بهدوء وما اثقل ساعات الانتظار ، لكن كعاتها كانت تستغل ذلك بذكر الله والدعاء. مر الوقت وهي تنتظر ، وبعدها طلب منها الدخول لقاعة المحاكمة وبدأت الجلسة حينها تفوه القاضي المدعو "
 عبدالعزيز بن مداوي ال جابر" بكلمة كادت ان تقتل الوالدة ام مفلح فقال " رد اللائحة يامفلح لم يصل للمحكمة !!" 

عجباً لهم مالذي حدث منذ خمسة اشهر والوالدة ام مفلح تتصل وتحظر للمحكمة لتتأكد من وصول الرد وبكل بساطة يقول القاضي لم يصل الرد !!
سكت اخينا مفلح وتكلمت والدته قائلة ياحظرة القاضي كيف تقول ان الرد لم يصل وانا بنفسي أتصلت عشرات المرات لأتأكد من وصول الرد وقال لي الموظف نعم وصل وبخط يده ، فاجابها القاضي 
عبدالعزيز بن مداوي ال جابر قائلاً (( نحن ترانا محترمينك ومدخلينك للمحاكمة وحاطينك في صالة طويلة عريضة ...الخ))

وبدأ يتكلم عليها وهي ساكتة احتراماً لحقوق المجلس فقط ، وكأنه يقول لها نحن سمحنا لك بالدخول من اجل ان نمتهن كرامة ابنك أمامك، ونمتهن كرامتك امام ابنك !! امرأة كبيرة في السن تجاوز عمرها 65 عاماً طال بها امد الانتظار لاحدى عشرة سنة ، كادت ان تفقد عينيها من البكاء على فلذة كبدها انتطرت وتحملت وكابدت وصبرت وحينما كان لديها بصيص أمل لعلها تنفرج يفاجئها هذا القاضي المدعو "المداوي" بكلمات صبت على رأسها كالرصاص القاتل

أكملها القاضي بالتلفظ عليها بهذه الكلمات الغير لائقة بحق ام كبيرة في السن وغير لائق ايضاً بقاضٍ يدعي انه شيخ ويحكم بين الناس ! كيف للناس ان يثقوا بحكم قاضٍ هذا تعامله مع امهات المعتقلين !؟
هل هو آمن من مكر الله عز وجل ،، ام ان الظلم والطغيان جعل على قلبه غشاوة فاصبح لايبصر الا الظلم والطغيان والتجبر والتكبر ؟!

نعم ياحظرة القاضي الان الزمام بيدك!! ولكن سيأتي يوماً لاتستطيع ان تتحكم باصابع يديك التي هي ملكك ،،  وعند الله تجتمع الخصوم !!

والدة المعتقل / مفلح الغامدي فك الله قيده