السبت، 4 مايو 2013

استراتيجية الحرب الطائفية في الخليج

أهل الخليج يراقبون مجازر بشار ثم يلتفتون لمجازر المالكي ثم ينظرون لأعين الشيعة حولهم تبرق من الفرح ! فيتسائلون : هل يمكن أن يفعلوها بنا ؟
سأطرح الآن رؤية سياسية وعسكرية لما يمكن أن نفعله شعبيا لحماية أنفسنا من الخطر الشيعي المرتقب ..

كتب جندي فرنسي لابنه قبيل الحرب العالمية الأولى متخوفا من الأوضاع : لا
تتعجل بدراسة جغرافيا أوروبا أعتقد أنها ستتغير قريبا ! وهذا هو حالنا
بالخليج

هذا الشعور تولد عند الجندي الفرنسي وهو بعيد عن جبهات القتال فهو حينها
في فرنسا والحرب بأطراف أوروبا وهو نفس المناخ الذي نعيشه الآن في الخليج

فهناك حرب طاحنة في الشام وثورة متصاعدة في العراق وحرب أهلية وشيكة
باليمن ولبنان واضطرابات لم تنقطع في البحرين والكويت !

في ظل هذا الخراب الذي يحيط بنا تقف إيران التي تغذي كل ذلك متحفزة لأي
تطورات تتيح لها مجال أوسع للعب دور أكبر من مجرد تحريك الحواضن الشيعية
بالمنطقة

الأنظمة الحاكمة بالخليج تعتمد على الوجود الأمريكي في حمايتها إلا أن
خطر الإعتماد على حليف واحد يضعهم تحت رحمة تقلب مصالحه وهذا ما ترقبه
إيران

منذ نشأة هذه الأنظمة الخليجية لم يحيط بها خطر إقليمي كما هو الآن ولم
يهبط رصيدها الشعبي كما هو الآن أيضا وهذا الوضع يساعد على حدوث انهيار
سريع ومفاجئ

في ظل احتمالية انهيار هذه الأنظمة يجب أن نبحث كشعوب خليجية في
الاجراءات الاحترازية التي يمكن أن توفر لنا نطاق أمني يحمينا من المخاطر

أهم اتجاهات الخطر المحتملة تكمن في سواحل الخليج المقابلة لإيران لأنها
تسمح بالإنزال البحري ولا تتمتع بموانع طبيعية أو موارد تساعد على الصمود

ولذا يجب عدم الإشتباك في هذا الشريط الساحلي والانسحاب نحو عمق الجزيرة
العربية لأن المساحة من الساحل إلى نجد كافية لاستنزاف أي قوات غازية

ضعف الثقافة العسكرية لدى الخليجيين بفعل الترف المعيشي يجعل الدخول في
مواجهة عسكرية شعبية منذ البداية مغامرة خاصة في حروب النفس الطويل

قد يعترض البعض ويقول بأننا بذلك سنترك مناطق النفط للشيعة ! وهذا صحيح
من وجه إلا أن الأهم هو الحفاظ على وجودنا من خطر الإبادة !!

أي حرب إقليمية في الخليج ستكون حصريا بين السنة والشيعة وما لاقاه السنة
على يد جيش المهدي وحزب اللات والحوثيين يحتم علينا اتباع أقصى درجات
الاحتراز

اختيار عمق جزيرة العرب للتمركز يأتي لخلوها من التواجد الشيعي فهي سنية
خالصة كما أنها تحوي على مناطق زراعية ومياه جوفية وهذا سيجعلها آمنة
غذائيا

أهم المسائل التي يجب حسمها فكريا قبل الدخول في هذا الصراع هو أن نعرف
ما هو نوع القيادة السياسية والعسكرية المناسبة لهذا النوع من الصراع ؟

يجب أن تكون القيادة السياسية مستقلة حتى لا تخضع للخارج وهذا شيء لا
يمكن ضمانه إلا إن عرفت هذه القيادة باستقلالها عن الأنظمة الوظيفية في
السابق

مع انعدام وجود دولة لا يمكن تحريك الخليجيين خارج سياق القبيلة إلا من
خلال العلماء ولذا يجب الالتفاف حول العلماء الصادقين ذوو الدراية
السياسية

بالنسبة للشق العسكري فبما أنها حرب شعبية فيجب خوضها بنظام حروب
العصابات وهو نوع لا يصلح لقيادته ضباط الجيوش النظامية وقد أثبتت الثورة
السورية مصداق ذلك

أكرر ومن باب النصيحة للمسلمين أنه مع أي أحداث قادمة يمكن أن تؤثر على
أمننا كأهل سنة في الخليج يجب التفكير الجدي والتخطيط لخطوتين

الأولى بالانحياز نحو عمق جغرافي آمن كعمق الجزيرة العربية والثانية
بالالتفاف حول العلماء الصادقين وأهل الجهاد المرابطين

أنصح الآن وبشدة بالإعداد الإيماني والبدني والمعلوماتي لهذه المرحلة حتى
نكون في وضع يؤهلنا لمدافعة الحملة الصفوية المرتقبة على جزيرة العرب


المصدر